الخلفاء من احداث المساجد و غیرها من المشاریع العامة فی العراق و مکة و غیرهما مما فتحت عنوة من دون أن نقف فی ذلک علی ردع من الائمة (ع) و من أصحابهم، و لو کان لبان قطعا.
و اشتراط کون أرض المسجد ملکا شخصیا حتی یصح وقفه لذلک مما لم یقم علیه دلیل، و الا لم یصح احداثها فی أرض الموات أیضا الا بعد احیائها و تملکها، و المستفاد من بعض الاخبار خلاف ذلک :
ففی صحیحة أبی عبیدة الحذاء، عن أبی جعفر(ع) أنه قال: "من بنی مسجدا کمفحص قطاة بنی الله له بیتا فی الجنة ." قال أبو عبیدة : و مر بی و أنا بین مکة و المدینة أضع الاحجار فقلت: هذا من ذاک ؟ قال: نعم.الوسائل 486/3، الباب 8 من أبواب أحکام المساجد، الحدیث 2.
و نحوها صحیحته الاخری عن أبی عبد الله (ع).الوسائل 485/3، الباب 8 من أبواب أحکام المساجد، الحدیث 1.
و فی خبر آخر قال أبو الصباح لابی عبد الله (ع): ما تقول فی هذه المساجد التی بنتها الحاج فی طریق مکة ؟
فقال: "بخ بخ، تیک أفضل المساجد. من بنی مسجدا کمفحص قطاة بنی الله له بیتا فی الجنة ."الوسائل 486/3 الباب 8، من أبواب أحکام المساجد، الحدیث 6.
فلیس فی هذه الاخبار دلالة علی وجوب تملک الارض ثم وقفها مسجدا، فتأمل.
الامر الخامس:
ان المتصدی للتصرف فی هذه الاراضی بالتقبیل و الاجارة و الاجازة هو الامام أو نائبه، فانه ولی أمر المسلمین و الاولی بهم من أنفسهم.