صفحه ۷۹۶

صورة المواجهة و التهاجم و اعدادهم القوی لذلک أو نقضهم العهود مرة بعد مرة، کما صنع بنوقریظة و یهود المدینة . و مورد العفو و الرحمة صورة الانتصار و التسلط علیهم و الامن من هجومهم و توطئتهم، کما لایخفی علی أهله.

و فی الغرر و الدرر: "جمال السیاسة العدل فی الامرة، و العفو مع القدرة ."الغرر و الدرر ‏375/3، الحدیث 4792.

و فیه أیضا: "ظفر الکرام عفو و احسان. ظفر اللئام تجبر و طغیان."الغرر و الدرر ‏273/4 و 274، الحدیث 6044 و 6045. هذا.

أقول: و یمکن أن یستفاد من أمثال هذه الوقائع، و کذا من قصة عفو أمیرالمؤمنین (ع) لاصحاب الجمل، بعدما ظفر علیهم و فیهم الرؤساء کمروان و عبدالله بن الزبیر و أمثالهما و فی رأسهم أم المؤمنین عائشة مع ما سببوا لقتل کثیر من المسلمین، أنه فی موارد الحرب و قتال جیش ضد جیش و انتصار أحدهما علی الاخر تکون رعایة المصالح العامة أولی و أقدم من رعایة الحقوق الشخصیة الفردیة، و أمر الانتقام و العفو فیها الی الامام، و حکم القصاص و التغریم المالی بلحاظ الحقوق الفردیة انما یجریان فی الموارد الشخصیة الحادثة فی خلال المجتمع لا فی هذه الموارد العامة التی یظفر فیها نظام علی نظام، بل لعل الدلیل علیهما منصرف عن أمثالها.

فرسول الله (ص) عفا عن مشرکی مکة و هم قد شارکوا فی اراقة دماء المسلمین فی بدر و أحد و غیرهما من المعارک، و عفا عن مثل وحشی قاتل عمه حمزة من غیر أن یسترضی فیه بنت حمزة و وراثه، و عفا عن مالک بن عوف المسبب لقتل کثیر من المسلمین فی هوازن.

و أمیرالمؤمنین (ع) عفا عن أصحاب الجمل و قد قال فیهم علی ما فی نهج البلاغة : "فقدموا علی عاملی بها و خزان بیت مال المسلمین و غیرهم من أهلها فقتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا. فوالله لو لم یصیبوا من المسلمین الا رجلا واحدا معتمدین لقتله بلاجرم جره لحل لی قتل ذلک

ناوبری کتاب