دسست الرجال للاحتیال و الاغتیال و أرصدت العیون، کأنک تحب اللقاء، و ما أوشک ذلک ..."الارشاد للمفید170/ (= طبعة أخری 188/).
و بالجملة، فالظاهر أن استحقاق الجواسیس للقتل کان أمرا واضحا فی عصر النبی (ص) و الائمة (ع) و ان کان قد یعفی عنهم لجهات مبررة .
هذا مضافا الی صدق عنوان المنافق و المفسد و المحارب و الباغی علی الجاسوس غالبا، فتدبر.
و فی خراج أبی یوسف:
"و سألت یا أمیرالمؤمنین عن الجواسیس یوجدون و هم من أهل الذمة أو أهل الحرب أو من المسلمین، فان کانوا من أهل الحرب أو من أهل الذمة ممن یؤدی الجزیة من الیهود و النصاری و المجوس فاضرب أعناقهم، و ان کانوا من أهل الاسلام معروفین فأوجعهم عقوبة و أطل حبسهم حتی یحدثوا توبة .
قال أبویوسف: و ینبغی للامام أن تکون له مسالح علی المواضع التی تنفذ الی بلاد أهل الشرک من الطرق، فیفتشون من مر بهم من التجار؛ فمن کان معه سلاح أخذ منه و رد، و من کان معه رقیق رد، و من کانت معه کتب قرئت کتبه؛ فما کان من خبر من أخبار المسلمین قد کتب به أخذ الذی أصیب معه الکتاب و بعث به الی الامام لیری فیه رأیه."الخراج 189/.
و الحاصل أن حفظ النظام الذی هو من أهم الفرائض یتوقف علی سیاسة الحزم مع المنافقین و جواسیس الاعداء، کما یتوقف علی بعث العیون و المراقبین لیستخبروا مکائد العدو و قراراته.
و الفرق بین جاسوس العدو و جاسوس المسلمین أن الاول یقوی جانب الکفر و الفساد، و الثانی یقوی نظام الحق و العدل، فیجب دفع شر الاول و تقویة الثانی، فتدبر.