"نبط الماء ینبط و ینبط نبوطا: نبع. و کل ما أظهر فقد انبط. و استنبطه و استنبط منه علما و خبرا و مالا: استخرجه. و الاستنباط: الاستخراج. و استنبط الفقیه: اذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده و فهمه. قال الله - عز و جل - : لعلمه الذین یستنبطونه منهم."لسان العرب 410/7.
أقول: فکأن حکم الله - تعالی - ماء حیاة أو شئ نفیس دفین فی خلال مصادره و منابعه یستخرجه الفقیه منها.
و أما الاجتهاد، ففی لسان العرب:
"الاجتهاد و التجاهد: بذل الوسع و المجهود. و فی حدیث معاذ: "أجتهد رأیی." الاجتهاد بذل الوسع فی طلب الامر، و هو افتعال من الجهد: الطاقة، و المراد به رد القضیة التی تعرض للحاکم من طریق القیاس الی الکتاب و السنة، و لم یرد الرأی الذی رآه من قبل نفسه من غیر حمل علی کتاب أو سنة ."لسان العرب 135/3.
أقول: أما الحدیث الذی أشار الیه فهو ما رواه أبوداود و الترمذی و غیرهما: ففی سنن أبی داود بسنده عن أناس من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله (ص) لما أراد أن یبعث معاذا الی الیمن قال: "کیف تقضی اذا عرض لک قضاء؟" قال: "أقضی بکتاب الله." قال: "فان لم تجد فی کتاب الله ؟" قال: "فبسنة رسول الله (ص) قال: "فان لم تجد فی سنة رسول الله (ص) و لافی کتاب الله ؟" قال: "أجتهد رأیی و لاآلو." فضرب رسول الله (ص) صدره و قال: "الحمدلله الذی وفق رسول رسول الله لما یرضی رسول الله."سنن أبی داود 272/2، کتاب الاقضیة، باب اجتهاد الرأی فی القضاء.
و أما قوله: "من طریق القیاس"، فلعله أراد به أعم من القیاس و الاستحسانات العقلیة الظنیة .