صفحه ۶۰۶

"فسر بعض أهل العلم هذا الحدیث فقال: انما معنی هذا: الصوم و الفطر مع الجماعة و عظم الناس."سنن الترمذی ‏102/2، أبواب الصوم، الباب 11، الحدیث 693.

و هذه الروایات و ان ضعف أکثرها من جهة السند و لکن الوثوق و الاطمینان بصدور بعضها مضافا الی صحة البعض یکفی لاثبات أن أمر الهلال لم یکن أمرا فردیا بل کان من الامور العامة التی کان الحاکم الاسلامی مصدرا لها و أمرا جماعیا کان الحاکم نظاما له.

و السیرة المستمرة أیضا شاهدة علی ذلک فکان الحاکم فی جمیع الاعصار مرجعا للناس فی صومهم و فطرهم، و کان أمیر الحاج المنصوب من قبل الامام یأمر بالوقوف و الافاضة، و الناس یتبعونه.

و قد عد الماوردی خمسة تکالیف لامیر الحاج فقال:

"أحدها: اشعار الناس بوقت احرامهم و الخروج الی مشاعرهم لیکونوا له متبعین و بأفعاله مقتدین." و ذکر مثله أبویعلی.الاحکام السلطانیة 110/، باب ولایة الحج. و الاحکام السلطانیة لابی یعلی 112/، فصل ولایة الحج.

و کان أئمتنا المعصومون - علیهم السلام - و أصحابهم أیضا فی مدة أکثر من مأتی سنة یحجون فی جماعة الناس، و لم یعهد و لم ینقل تخلفهم عن الناس فی الوقوف و الافاضة و النحر و سائر الاعمال، ولو کان لبان و نقله المؤرخون و الاصحاب.

و احتمال اتفاقهم مع الناس و مع أمیر الحاج فی رؤیة الهلال بأنفسهم فی جمیع هذه السنین بعید جدا.

و بذلک یظهر اجتزاء العمل بحکم الحاکم من أهل الخلاف أیضا و لاأقل فی صورة عدم العلم بالخلاف.

و قد مر سابقا أن الحج لم یکن بدون أمیر الحاج المنصوب لذلک، المتبوع فی جمیع المواقف.

و قد عقد المسعودی فی آخر مروج الذهب بابا لتسمیة من حج بالناس من سنة

ناوبری کتاب