صفحه ۵۸۳

تحکیم حکوماتها أو اسقاطها، کما نراه من جهاز A .I .C فی الولایات المتحدة . فعلی الامام مراقبة جهاز الامن و الاستخبارات أشد المراقبة .

الرابع:

ربما یتوهم من اجازة النبی (ص) لبریدة بن الحصیب الاسلمی - الذی أرسله للاستخبار عن بنی المصطلق - للکذب و التمویه کما مر أن للمستخبر أن یتصدی فی طریق استخباراته للکذب، بل و لسائر المحرمات الشرعیة من شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر و ترک الصلاة و الصیام و مصافحة الاجنبیة بل و الروابط الجنسیة المحرمة و نحو ذلک مطلقا کما هو المتعارف بین جواسیس بلاد الکفر و قد یعبرون عن ذلک بأن الهدف یبرر الوسیلة .

أقول: هذا بکلیته ممنوع جدا، اذ الحکومة بنفسها لیست عندنا هدفا بل الهدف لیس الا تثبیت موازین الاسلام و تنفیذ أحکامه فی المجتمع، و لاتشرع الحکومة و الدولة و الاستخبارات الا ما دامت واقعة فی طریق ذلک، و یجب أن یفدی الجمیع فی هذا الطریق. نعم، ربما یتوقف حفظ النظام أو المصالح العامة أو تثبیت واجب مهم علی ارتکاب محرم لیس بهذه الاهمیة کالکذب و التوریة مثلا لحفظ النبی (ص) أو نظام العدل مثلا، فیجری هنا موازین باب التزاحم، فالواجب رعایة مرجحات باب التزاحم، و هذا یختلف بحسب اختلاف الاحکام و الاشخاص و الاصقاع و الازمنة، کما لایخفی علی أهل الفن. فالقول بتبریر الهدف للوسیلة مطلقا باطل جدا بحکم العقل و الشرع.

و هذه نکتة مهمة یجب أن یلتفت الیها الموظفون فی الاستخبارات و فی أجهزة التحقیق، اذ قدیشتبه الامر علیهم بما رأوه أو سمعوه من أعمال الجواسیس و المستخبرین فی بلاد الکفر فی استخباراتهم حیث یستحلون کل جنایة و جریمة فی طریق عملهم.

ناوبری کتاب