یرضی به العقل و الشرع، بل اللازم مضافا الی احراز الاهلیة و الشروط المعتبرة فیهم نصب من یراقبهم و یرصد أعمالهم و معاملاتهم مع المراجعین فی شتی المؤسسات و لاسیما فی المناطق البعیدة عن مقر الحکومة المرکزیة، اذ النفس أمارة بالسوء، و الاطماع ربما تغلب علی النفوس، و الانسان محل الخطاء و النسیان، و الاقویاء یغلب علی طباعهم الاعجاب بالنفس و الاستبداد فی الرأی، و تحقیر الضعفاء و المستضعفین و عدم الاعتناء بهم، فلابد من المراقبة و التفتیش عنهم فی نشاطاتهم و بعث عیون خفیة ترصدهم کما کان یصنعه رسول الله (ص) و أمیرالمؤمنین:
1 - ففی قرب الاسناد عن الریان بن الصلت، قال: سمعت الرضا(ع) یقول: "کان رسول الله (ص) اذا وجه جیشا فأمهم أمیر بعث معه من ثقاته من یتجسس له خبره."قرب الاسناد 148/. و رواه عنه فی الوسائل هکذا: "اذا بعث جیشا فاتهم أمیرا بعث معه..."الوسائل 44/11، الباب 15 من أبواب جهاد العدو، الحدیث 4.
2 - و فی نهج البلاغة فی عهد أمیرالمؤمنین (ع) الی مالک بعد ذکر العمال و اختیارهم من أهل التجربة و الحیاء من أهل البیوتات الصالحة و القدم فی الاسلام المتقدمة، قال: "ثم تفقد أعمالهم، و ابعث العیون من أهل الصدق و الوفاء علیهم، فان تعاهدک فی السر لامورهم حدوة لهم علی استعمال الامانة و الرفق بالرعیة . و تحفظ من الاعوان، فان أحد منهم بسط یده الی خیانة اجتمعت بها علیه عندک أخبار عیونک اکتفیت بذلک شاهدا فبسطت علیه العقوبة فی بدنه، و أخذته بما أصاب من عمله، ثم نصبته بمقام المذلة و وسمته بالخیانة و قلدته عار التهمة ."نهج البلاغة، فیض 1011/؛ عبده 106/3؛ لح 435/، الکتاب 53.
و روی نحو ذلک فی تحف العقول و دعائم الاسلام.تحف العقول 137/؛ و دعائم الاسلام 361/1، کتاب الجهاد.
فأمیرالمؤمنین (ع) لم یکتف بالامر بانتخاب العمال من أهل التجربة و الحیاء و التقدم فی الاسلام، بل أوجب مع ذلک أن تبعث علیهم عیون تبلغ فی الصدق