صفحه ۵۴۸

ولو کان الفرد المسؤول للتحقیق و الاستخبار عاقلا ذکیا حلیما لینا رؤوفا بالناس عارفا بحدود وظیفته المهمة لساعده الناس فی جمیع مراحل عمله، و لصار أکثر الناس عمالا متطوعین للامن العام و بذلک تتشابک الدولة و الامة و تحصل المعاضدة بینهما فی جمیع المراحل، فتدبر. هذا.

و یدل علی وجوب الاستخبارات و ضرورتها اجمالا مضافا الی ما یأتی بالتفصیل من الروایات الخاصة أن حفظ نظام المسلمین و کیانهم یتوقف علی الحذر من الاعداء بمراقبتهم و التجسس علی القرارات و التحرکات الصادرة عنهم، و حیث ان حفظ النظام من أهم ما اهتم به الشرع و أوجبه علی الدولة و الامة فلامحالة وجبت مقدماته بحکم العقل و الفطرة . و یستفاد وجوب حفظ النظام - مضافا الی کونه ضروریا و بدیهیا - من أخبار کثیرة مضی أکثرها فی الابواب و الفصول السابقة و نلفت هنا النظر الی بعضها:

1 - ففی نهج البلاغة : "ان هؤلاء قد تمالؤوا علی سخطة امارتی، و سأصبر ما لم أخف علی جماعتکم، فانهم ان تمموا علی فیالة هذا الرأی انقطع نظام المسلمین."نهج البلاغة، فیض 549/؛ عبده ‏100/2؛ لح 244/، الخطبة 169.

قال (ع) ذلک فی خطبة له عند مسیر أصحاب الجمل الی البصرة . وفیالة الرأی: ضعفه.

2 - و فیه أیضا فی کلام له (ع) لعمر بن الخطاب حین استشاره فی غزو الفرس بنفسه، قال: "و مکان القیم بالامر مکان النظام من الخرز یجمعه و یضمه، فاذا انقطع النظام تفرق الخرز و ذهب ثم لم یجتمع بحذافیره أبدا."نهج البلاغة، فیض 442/؛ عبده ‏39/2؛ لح 203/، الخطبة 146.

3 - و فیه أیضا: "فرض الله الایمان تطهیرا من الشرک ... و الامامة نظاما للامة و الطاعة تعظیما للامامة ."نهج البلاغة، فیض 1197/؛ عبده ‏208/3؛ لح 512/، الحکمة 252.

ناوبری کتاب