نعم، یعاقب المتجاهر المصر علی الذنب، بل کل من ثبت جرمه عند الحاکم الا اذا صلح للعفو و عفا عنه. فتدبر. هذا.
و فی کنزالعمال عن ثور الکندی:
"ان عمر بن الخطاب کان یعس بالمدینة من اللیل، فسمع صوت رجل فی بیت یتغنی، فتسور علیه فقال: یا عدو الله، أظننت أن الله یسترک و أنت فی معصیته ؟ فقال: و أنت یا أمیرالمؤمنین لاتعجل علی، ان أکن عصیت الله واحدة فقد عصیت الله فی ثلاث: قال: "و لاتجسسوا" و قد تجسست، و قال: "و أتوا البیوت من أبوابها" و قد تسورت علی، و قد دخلت علی بغیر اذن و قال الله - تعالی - : "لاتدخلوا بیوتا غیر بیوتکم حتی تستأنسوا و تسلموا علی أهلها." قال عمر: فهل عندک من خیر ان عفوت عنک ؟ قال: نعم، فعفا عنه و خرج و ترکه."کنزالعمال 808/3، الباب 2 من کتاب الاخلاق من قسم الافعال، الحدیث 8827.
الجهة الثانیة :
فی لزوم الاستخبارات العامة و ضرورتها اجمالا:
قد ظهر لک مما مر أن اطمینان الناس و احساسهم بالامن فی دخائلهم أمر اهتم به الشرع المبین و لاجل ذلک أوجبت حفظ حریم الناس و التحفظ علی أسرارهم، وحرم التفتیش و التجسس عن دخائل الناس و خفایاهم.
و لکن المتأمل فی الایات و الروایات الواردة فی هذا المجال یظهر له أن محط هذا التحریم و موضوعه هی الاسرار الفردیة و العائلیة التی لاتمس مصالح المجتمع.
و أما التی ترتبط بمصالح المجتمع و حفظ النظام فلامحیص فیها عن التفتیش و المراقبة، اذ علی الدولة الاسلامیة الحافظة لنظام المسلمین أن تحصل علی الاطلاعات الکافیة حول أوضاع الدول و الامم الاجنبیة و قراراتهم ضد