الفصل الثامن
فی التجسس و الاستخبارات العامة
و فیه أیضا جهات من البحث:
الجهة الاولی:
فی وجوب حفظ أعراض المسلمین و أسرارهم:
و نقدم هذه الجهة من جهة أن مضمونها مطابق للاصل، اذ الاصل کما مر فی الباب الاول من الکتاب عدم ولایة أحد علی أحد، و مراقبة الغیر و التجسس علیه و اذاعة عیوبه و أسراره نحو تصرف فی شؤون الغیر، فالاصل یقتضی عدم جوازه.
و کیف کان فنقول: ان من الوظائف الخطیرة التی اهتم بها الاسلام حفظ حرمات المسلمین و أعراضهم، و الاجتناب عن التفتیش عن عقائد الناس و أسرارهم، فلم یجز التجسس علی دخائل الناس و خفایاهم، و لم یسمح لاحد اشاعة أسرار المسلمین و عثراتهم، و علی هذین الاصلین المهمین بنیت حیاة الناس و طمأنة و خواطرهم فی نشاطاتهم: