الجهة السابعة :
فی أقسام السجون بحسب أصناف السجناء:
لاریب أن السجون الشرعیة یجب أن تلحظ فیها و فی برامجها الموازین الشرعیة و الاهداف الاصلاحیة الاسلامیة . و من الواضح أن اختلاط الرجال بالنساء فی مکان خلوة مما یوجب الفساد قطعا. کما أن اختلاط الصبیان بل الشبان الاحداث السذج بالرجال المجربین لطرق الفساد و الدعارة و التلصص فی مکان خلوة لاشغل لهم فیه الا المقاولة و المفاکهة و صرف الوقت یوجب نشوء الصبیان و الشبان علی الفساد فی الاخلاق و الافعال، و لایرضی الشرع المبین بذلک قطعا.
فیجب أن یفرد لکل صنف من هؤلاء و من أصناف المجرمین مکان خاص، لئلایؤدی الامر الی الفساد. و بذلک
یظهر وجوب افراد سجن الشباب السذج أیضا عن سجن من توغل فی الانحراف الفکری و العقائد الفاسدة و المناهج الباطلة المعدیة، اذا المعاشرة المستمرة مؤثرة قطعا؛ فینقلب السجن المعد للاصلاح الی محل الفساد و الافساد. هذا.
و فی التراتیب الاداریة للکتانی قال:
"فی کتب السیرة من خبر اسلام عدی بن حاتم و فراره الی الشام حین سمعه بجیش رسول الله (ص) و طی بلادهم: فخرج یتبعه خیل رسول الله (ص) فأصابت بنت حاتم ممن أصابته فقدم بها فی سبایا طئ، و قد بلغ رسول الله (ص) أنه هرب الی الشام، فجعلت بنت حاتم فی حصیرة بباب المسجد و کانت النساء تحتبس فیها."التراتیب الاداریة 299/1.