صفحه ۴۴۱

فالسجن الذی یقال عنه انه اصلاح و تهذیب لیس کذلک فی الواقع، و انما هو معهد للافساد و تلقین أسالیب الاجرام.

... أما جمع الشبان فی محبس واحد، و الکهول فی محبس واحد فلن یکون علاجا، لان الاحسائیات تدل علی أن أکثر المجرمین من الشبان... و وجود الشبان المحکوم علیهم لاول مرة مع شبان ذوی السوابق کفیل بأن یخلق الاولین بأخلاق الاخرین.

3 - انعدام قوة الردع: ان عقوبة الحبس قد فرضت علی أساس أنها عقوبة رادعة . و لکن الواقع قد أثبت أنها لافائدة منها و لاأثر لها فی نفوس المجرمین. فالذین یعاقبون بالاشغال الشاقة و هی أقصی أنواع الحبس لایکادون یخرجون من السجن حتی یعودوا لارتکاب الجرائم. ولو کانت العقوبة رادعة لما عادوا لما عوقبوا علیه بهذه السرعة ...

4 - قتل الشعور بالمسؤولیة : و عقوبة الحبس - فوق أنها غیر رادعة - تؤدی الی قتل الشعور بالمسؤولیة فی نفس المجرمین و تحبب الیهم التعطل. فالکثیر من المسجونین یقضون فی السجن مددا طویلة نوعا ما ینعمون فیها بالتعطل عن العمل و یکفون فیها مؤونة أنفسهم من مطعم و ملبس و علاج... و أنهم یموت فیهم کل شعور بالمسؤولیة نحو أسرهم بل نحو أنفسهم. فلایکادون یخرجون من السجن حتی یعملوا للعودة الیه، لاحبا فی الجریمة و لاحرصا علیها، و انما حبا فی العودة الی السجن و حرصا علی حیاة البطالة .

5 - ازدیاد سلطان المجرمین: و من المجرمین من یغادر السجن لیعیش عالة علی الجماعة یستغل جریمته السابقة لاخافة الناس و ارهابهم و ابتزار أموالهم و یعیش علی هذا السلطان الموهوم...

6 - انخفاض المستوی الصحی و الاخلاقی: و تنفیذ عقوبة الحبس یقتضی وضع عدد کبیر من الرجال الاصحاء الاقویاء فی مکان واحد لمدد مختلفة یمنعون فیها من التمتع بحریاتهم، و من الاتصال بزوجاتهم. و لما کان عدد المحبوسین یزید عاما

ناوبری کتاب