کلام السیوطی علی أن علیا(ع) أول من أحدث له مکانا مخصوصا و اتخذه بقصده فی ابتداء، و ما کان من عمر فانه کان فی ثانی حال و عارضا للدار المتخذة بالقصد الاول لغیره من السکنی و نحوها.
و أما استشکال السجن فی الابار فان المراد بها السرادیب و المطامیر المتخذة تحت الارض، و قد تکون من الاتساع بحیث تحمل المئین من الناس لاسیما مصانع ملوک الامم السالفة، فانها کانت علی قدر قواهم التی لانسبة بینها و بین من جاء بعدهم، و تسمیة ذلک بالابار للشبه الصوری بالکون تحت الارض مع ضیق أبوابها و مداخلها."التراتیب الاداریة 297/1 - 299.
أقول: و فی الخصومات من صحیح البخاری:
"اشتری نافع بن عبدالحارث دارا للسجن بمکة من صفوان بن أمیة علی أن عمر ان رضی فالبیع بیعه، و ان لم یرض عمر فلصفوان أربعمأة دینار."صحیح البخاری 62/2، کتاب فی الاستقراض و أداء الدیون...، باب الربط و الحبس فی الحرم.
و لیس فی هذه الروایة أن عمر رضی بذلک أم لا، و أن الدار صارت سجنا أم لا.
الجهة الرابعة :
فی موضوع الحبس الشرعی و الغرض منه:
لایخفی أن موضوع العقوبات الشرعیة هو الانسان البالغ العاقل القادر المختار. و هذا واضح لمن کان خبیرا بفقه الشیعة و السنة . نعم، ربما یؤدب الصبی و المجنون بل البهائم أیضا ولو بحبس ما و لکن الادب غیر العقوبة .
و الغرض الاساسی من وضع العقوبات الشرعیة لیس هو الانتقام و ارضاء القوة