صفحه ۲۹۴

و ممن یأکل فیها الطعام و ینام أو یعمل صناعة أو یبیع فیها سلعة أو ینشد فیها ضالة أو یجلس فیها لحدیث الدنیا فجمیع ذلک قدورد الشرع بتنزیه المساجد عنه و کراهیة فعله، و یتقدم الی جیران کل مسجد بالمواظبة علی صلاة الجماعة عند سماع الاذان لاظهار معالم الدین و اشهار شعائر الاسلام، لقوله (ص): لاصلاة لجار المسجد الا فی المسجد...

و یشترط فی الامام أن یکون رجلا عاقلا قارئا فقیها سلیم اللفظ من رث أو لثغ... و یمنع المحتسب أیضا من یتخطی رقاب الناس یوم الجمعة بعد النداء لما فیه من الایذاء. و اذا کان فی أئمة المساجد و الجوامع من یطیل الصلاة حتی یعجز عنها الضعیف و ینقطع بها ذووا الحاجات عن حاجاتهم أنکر المحتسب ذلک علیه کما أنکر رسول الله (ص) علی معاذ حین أطال الصلاة بقومه فقال: أفتان أنت یا معاذ؟...

و لایؤذن فی المنارة الا عدل ثقة أمین عارف بأوقات الصلوات، لان النبی (ص) قال: "المؤذنون أمناء و الائمة ضمناء، فأرشد الله الائمة و غفر للمؤذنین."

و ینبغی للمحتسب أن یمتحنهم بمعرفة الاوقات فمن لم یعرف ذلک منعه من الاذان حتی یعرفها... فیجب علیه معرفة الوقت و یقراء باب الاذان و الاقامة فی الفقه. و یستحب أن یکون المؤذن حسن الصوت و ینهاه المحتسب علی التغنی فی الاذان و هو التمطیط الفاحش و التطریب، و یأمره اذا صعد المنارة أن یغص بصره عن النظر الی حریم الناس و دورهم و یأخذ علیه العهد فی ذلک، و لایصعد الی المنارة غیر المؤذن فی أوقات الصلوات...

و یأمر المحتسب القومة أن یقفوا علی أبواب الجامع یوم الجمعة و یمنعوا الصعالیک من الدخول للکدیة جملة واحدة ففی دخولهم ضرر علی الناس، و یمنعونهم من الاشتغال بالذکر و العبادة فانهم یشوشون علیهم فی الصلاة لاسیما من یقف و یحکی أخبارا و قصصا ما أنزل الله بها من سلطان..."معالم القربة / 172 (= ط. مصر263/).

ناوبری کتاب