4 - و أما الامر بالمعروف فینقسم الی ثلاثة أقسام:
أحدها: ما تعلق بحقوق الله. و الثانی: ما تعلق بحقوق الادمیین. و الثالث: ما کان مشترکا بینهما.
و أما المتعلق بحقوق الله - تعالی - فضربان: أحدهما ما یلزم الامر به فی الجماعة دون الانفراد کترک الجمعة فی وطن مسکون، فان کانوا عددا قد اتفق علی انعقاد الجمعة بهم کالاربعین فمازاد فواجب أن یأخذهم باقامتها و یأمرهم بفعلها، و یؤدب علی الاخلال بها...
فأما صلاة الجماعة فی المساجد و اقامة الاذان فیها للصلوات فمن شعائر الاسلام و علامات متعبداته التی فرق النبی (ص) (بها خ.ل) بین دار الاسلام و دار الشرک، فاذا اجتمع أهل محلة أو بلد علی تعطیل الجماعات فی مساجدهم و ترک الاذان فی أوقات الصلوات کان المحتسب مندوبا الی أمرهم بالاذان و الجماعة فی الصلوات... فأما من ترک صلاة الجماعة من آحاد الناس أو ترک الاذان و الاقامة لصلاته فلااعتراض للمحتسب علیه اذا لم یجعله عادة لانها من الندب الذی یسقط بالاعذار الا أن یقترن بها استرابة أو یجعله الفا و عادة و یخاف تعدی ذلک الی غیره فی الاقتداء، فمراعاة حکم المصلحة فی زجره عما استهان به من سنن عبادته و یکون وعیده علی ترک الجماعة معتبرا بشواهد حاله، کالذی روی عن النبی (ص) أنه قال: "لقد هممت أن آمر أصحابی أن یجمعوا حطبا و آمر بالصلاة فیؤذن لها و تقام ثم أخالف الی منازل قوم لایحضرون الصلاة فأحرقها علیهم."معالم القربة / 22 (= ط. مصر73/).
5 - و أما ما یؤمر به آحاد الناس و أفرادهم فکتأخیر الصلاة حتی یخرج وقتها فیذکر بها و یؤمر بفعلها و یراعی جوابه عنها فان قال: ترکتها للنسیان حثه علی فعلها بعد ذکره و لم یؤدبه، و ان ترکها لتوان و اهوان أدبه زجرا و أخذه بفعلها جبرا، و لااعتراض علی من أخرها والوقت باق...معالم القربة / 24 (= ط. مصر75/).