أقول: ما ذکره من قوله: "و یدخل فیه آحاد الرعایا..." یرید به لامحالة من یتصدی للحسبة تطوعا، فلا یناقص ما قبله. و أما ما ذکره من مباشرة أئمة الصدر الاول لامر الحسبة فأمر یظهر لکل من راجع الاخبار و التواریخ، و سیأتی ذکر بعض مواردها.
5 - و فی التراتیب الاداریة للکتانی عن التیسیر لابن سعید:
"اعلم أن الحسبة من أعظم الخطط الدینیة، فلعموم مصلحتها و عظیم منفعتها تولی أمرها الخلفاء الراشدون، لم یکلوا أمرها الی غیرهم مع ما کانوا فیه من شغل الجهاد و تجهیز الجیوش للمکافحة و الجلاد."التراتیب الاداریة 286/1.
6 - و فیه أیضا عن کشف الظنون:
"علم الاحتساب علم باحث عن الامور الجاریة بین أهل البلد من معاملاتهم اللاتی لایتم التمدن بدونها من حیث اجرائها علی القانون المعدل بحیث یتم التراضی بین المتعاملین، و عن سیاسة العباد بنهی المنکر و أمر بالمعروف بحیث لایؤدی الی مشاجرات و تفاخر بین العباد بحیث ما رآه الخلیفة من الزجر و المنع. و مبادیه بعضها فقهی و بعضها أمور استحسانیة ناشئة من رأی الخلیفة . و الغرض منه تحصیل الملکة فی تلک الامور. و فائدته اجراء أمور المدن فی المجاری علی الوجه الاتم.
و هذا أدق العلوم و لایدرکه الا من له فهم ثاقب و حدس صائب، اذ الاشخاص و الازمان و الاحوال لیست علی وتیرة واحدة، بل لابد لکل واحد من الازمان و الاحوال سیاسة خاصة، و ذلک من أصعب الامور، فلذلک لایلیق بمنصبها الا من له قوة قدسیة مجردة عن الهوی."التراتیب الاداریة 287/1.
7 - و قال القاضی أبو یعلی الفراء فی الاحکام السلطانیة فی أحکام الحسبة : "و الحسبة هی أمر بالمعروف اذا ظهر ترکه، و نهی عن المنکر اذا ظهر فعله. و هذا
.jpg)
