و الحاصل أن الفرق بین العینی و الکفائی لایرجع الی المکلف، بل الی المکلف به. و المکلف به فی الکفائی مطلق الطبیعة، و فی العینی الطبیعة بقید صدورها من الفاعل الخاص. و علی هذا فاطلاق المتعلق یقتضی الکفائیة . نعم،ننکر أن توجه الخطاب و التکلیف یوجب الانصراف الی العینیة، فتدبر."نهایة الاصول 210/1 و 211.
انتهی ما أردنا نقله من کلام السید الاستاذ - قدس سره - و ان شئت التفصیل فراجع ما قررناه من أبحاثه فی کتاب نهایة الاصول المطبوع سابقا.
و الظاهر أن ما ذکره حق لامریة فیه.
نعم، ما ذکره من عدم امکان توجه التکلیف الی المجموع من حیث المجموع قابل للخدشة، اذ الظاهر أن الواجبات الاجتماعیة و الحدود الالهیة کلها وضعت علی عاتق المجتمع بنحو العام المجموعی، غایة الامر أن المتصدی لامتثالها هو قیم المجتمع و ممثله، أعنی الامام و الحاکم کما فصلنا فی بعض المباحث السابقة .
و لکن الظاهر أن الواجبات الکفائیة لیست من هذا القبیل، فتأمل. اذ من الممکن ارجاع الواجبات الاجتماعیة أیضا الی الکفائیة، و ان کان الواجب مباشرة الامام و عماله لتنفیذها. فالواجب علی الامة کفایة هو تحصیل الحکومة و تأییدها و مساعدتها، و الواجب علی الحاکم تنفیذ الواجبات الاجتماعیة کاجراء الحدود و نحوها، فتدبر.
الجهة الرابعة :
فی ذکر بعض الایات و الروایات الواردة فی المسألة :
لایخفی أن الایات و الروایات الواردة فی المسألة أیضا علی طائفتین، یستفاد من بعضها کون الفریضة فریضة عامة کلف بها کل مسلم و من بعضها کونها فریضة خاصة أعنی کونها من شؤون الحکومة .