و مع ذلک کله فقد غفل الاکثر فی البلاد الاسلامیة عن ذلک، و کم قد وردت و ترد من قبل ذلک خسارات علی الامة، فتدبر. هذا.
و فی منهاج البراعة :
"قد قیل لحکیم: ما بال انقراض دولة آل ساسان ؟ قال: لانهم استعملوا أصاغر العمال علی أعاظم الاعمال فلم یخرجوا من عهدتها، و استعملوا أعاظم العمال علی أصاغر الاعمال فلم یعتنوا علیها، فعاد وفاقهم الی الشتات و نظامهم الی البتات."منهاج البراعة 144/11.
و نذکر فی الخاتمة أمرین مناسبین للبحث:
الاول: فی شرح ابن أبی الحدید لنهج البلاغة قال:
"استکتب أبوموسی الاشعری نصرانیا. فکتب الیه عمر: اعزله و استعمل بدله حنیفیا. فکتب له أبوموسی ان من غنائه و خیره و خبرته کیت و کیت. فکتب له عمر: لیس لنا أن نأتمنهم و قد خونهم الله، و لاأن نرفعهم و قد وضعهم الله، و لا أن نستنصحهم فی الدین و قد وترهم الاسلام، و لاأن نعزهم و قد أمرنا بأن یعطوا الجزیة عن ید و هم صاغرون. فکتب أبوموسی: ان البلد لایصلح الا به. فکتب الیه عمر: مات النصرانی. و السلام."شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 7/12.
أقول: فعلی شیعة الخلیفة الثانی فی البلاد الاسلامیة أن یعتبروا بذلک و یقللوا من تسلیطهم الیهود و النصاری علی أراضی المسلمین و بلادهم و سیاستهم و اقتصادهم و ثقافتهم، و ان یستحیوا من الله - تعالی - و من أولیاء الله و من أممهم و یرجعوا الی قداستهم الاسلامیة . و لایقبل الله قط اعتذارهم بالخشیة من أن تصیبهم دائرة من قبل ذلک، فتدبر.