وکذلک قوله فی الخطبة الشقشقیة : "لالقیت حبلها علی غاربها و لسقیت آخرها بکأس أولها، ولالفیتم دنیاکم هذه أزهد عندی من عفطة عنز"نهج البلاغة، فیض / 52؛ عبده 32/1؛ لح 50/، الخطبة 3.، و قوله: "و الله ماکانت لی فی الخلافة رغبة ولا فی الولایة اربة، ولکنکم دعوتمونی الیها وحملتمونی علیها"نهج البلاغة، فیض 656/؛ عبده 210/2؛ لح 322/، الخطبة 205.، لایراد بهما الا هذه المرتبة .
و کذلک قوله (ع): "سلبونی سلطان ابن أمی."نهج البلاغة، فیض 947/؛ عبده 68/3؛ لح 409/، الکتاب 36. فان هذه المرتبة من الولایة هی القابلة للسلب. و المراد بابن امه نفسه کما قیل، أو رسول الله (ص) لان أبویهما عبدالله و أباطالب من ام واحدة، و هی فاطمة بنت عمرو.
و هکذا قول الامام السجاد(ع): "اللهم ان هذا المقام لخلفائک و أصفیائک و مواضع أمنائک فی الدرجة الرفیعة التی اختصصتهم بها قدابتزوها"الصحیفة السجادیة، الدعاء 48. یراد به هذه المرتبة من الولایة، والا ففضائل الائمة (ع) و علومهم و کمالاتهم النفسانیة، التی ثبتت لهم تکوینا و بسببها استحقوا الامامة، مما لا تصل الیها أیدی الغاصبین ولا یتطرق الیها الابتزاز. و هذا واضح لاسترة علیه.
الخامس - فی معنی الامام اصطلاحا:
لایخفی ان امامة الائمة الاثنی عشر لما کانت ثابتة عندنا بالنص و بوجدانهم شرائط الامامة الحقة، صار هذا سببا لانصراف لفظ الامام عندنا الیهم - علیهم السلام -، حتی کأن لفظ الامام وضع لهم. و لکن یجب ان یعلم ان اللفظ کما مر فی التنبیه الاول قد وضع للقائد الذی یؤتم به، اما فی الصلاة أو فی الجهاد أو فی اعمال الحج أو فی جمیع الشؤون السیاسیة و الاجتماعیة، سواء کان بحق أو بباطل.