فمثل عالم الطبیعة بمراحله کمثل اشجار مثمرة غرسها غارسها و سقاها و رباها لتثمر له أثمارا حلوة جیدة . فالثمرة العالیة غایة وجود الشجرة و من عللها. فالنبی الاکرم و الائمة المعصومون ثمرة العالم فی قوس الصعود و غایته و ان کان غایة الغایات هو الله - تعالی - بذاته المقدسة، کما حقق فی محله.
و قد ورد: "لولاک ما خلقت الافلاک ."بحارالانوار 28/15، تاریخ نبینا(ص)، باب بدء خلقه (ص) و ما یتعلق بذلک، الحدیث 48.
و فی الزیارة الجامعة الکبیرة خطابا للائمة - علیهم السلام - : "بکم فتح الله و بکم یختم، و بکم ینزل الغیث و بکم یمسک السماء ان تقع علی الارض الا باذنه، و بکم ینفس الهم و یکشف الضر."الفقیه 615/2، کتاب الحج - الزیارة الجامعة - الحدیث 3213، و عیون أخبار الرضا 276/2، الباب 68.
و اما ما نسب الینا من الاعتقاد بکون العالم مخلوقا للائمة - علیهم السلام - لالله - تعالی - فبهتان عظیم.
و اما ما فی نهج البلاغة من قوله (ع): "فانا صنائع ربنا و الناس بعد صنائع لنا"نهج البلاغة، فیض 894/؛ عبده 36/3؛ لح / 386، الکتاب 28. فلایراد به الخلقة، بل الهدایة و التربیة . و لذا ذکر الناس فقط لاجمیع الخلق. و منه قولهم: "المراءة صنیعة الرجل"، أی مرباته.
و کیف کان فأصل الولایة التکوینیة بنحو الاجمال ثابتة لهم بلااشکال و ان لم نحط بحدودها. و لکن محط البحث هنا هو الولایة التشریعیة المستتبعة لوجوب الطاعة لهم فی أوامرهم المولویة الصادرة عنهم من هذه الجهة مضافا الی الاوامر الارشادیة الصادرة عنهم فی مقام بیان أحکام الله - تعالی - . و للبحث فی الولایة التکوینیة لهم وکیفیة صدور المعجزات و الکرامات محل آخر.