صفحه ۶۱۳

و تعلیق الحکم عن الوصف یشعر بالعلیة بل یدل عیلها. فیعلم بذلک أن الملاک فی وجوب القتال أو جوازه هو البغی و الطغیان، سواء کان من ناحیة طائفة علی أخری، أو من ناحیة الافراد أو الطوائف علی الولاة، أو من ناحیة الولاة علی الامة . و لذلک تری أنه مع کون المنصوص فی الایة هو بغی طائفة علی أخری تعدی الاصحاب و الفقهاء منه الی بغی الفرد أو الطائفة علی الامام. و من لفظ الایة الشریفة اقتبسوا اسم البغاة .

نعم، یمکن المناقشة فی استفادة الوجوب من الامر فی الایة، اذ الامر الواقع فی مقام توهم الحظر لایستفاد منه أزید من الجواز، و لکن الجواز یکفینا فی المقام.

فان قلت: مورد آیة البغی، و کذا آیة المحاربة التی مرت هو صورة وجود الهجوم و اشعال نار الفتنة و الحرب فعلا، فحکم الله - تعالی - باطفائها بالقتال و الجزاء. و أما الحاکم الجائر فهو لتسلطه خارجا لایحتاج الی الحرب و الهجوم، بل الخروج علیه اشعال لنائرة الحرب، و موجب لاراقة الدماء و تلف الاموال و النفوس، فلامجال للتمسک بالایتین فی المقام.

قلت: تنفیذ مقررات الاسلام و بسط الحق و العدالة و حفظ الحدود و الحقوق من أهم أهداف الاسلام و واجباته، فاذا انحرف الحاکم عن مسیر الحق و الاسلام و ضیع الحدود و الحقوق و ان تسمی باسم الاسلام فلامحالة یحصل فی نطاق حکمه و ملکه الفساد و الفحشاء و البغی علی الضعفة کثیرا، بل ربما خیف منه و من عماله علی بیضة الاسلام و کیان المسلمین، و أی بغی أشد و أفحش من ذلک ؟

و المراجع الی الکتاب و السنة و الی تاریخ صدر الاسلام یظهر له أن حفظ الاسلام و بسطه و حفظ الحدود و الحقوق من أهم الفرائض، فیجب السعی فیه و فی رفع الفساد و ان استلزم ذلک فداء الاموال و النفوس فی هذا الطریق. هذا.

ناوبری کتاب