صفحه ۶۰۰

وعلی هذا فاذا انحرفت الحکومة عن المسیر المقرر لها و لم یترتب علیها الاثار المترقبة منها کان حفظها و بقاؤها و وجوب الاطاعة و التسلیم لها ناقضا للغرض المطلوب، فیجب اسقاطها و تعیین حاکم صالح لئلایتعطل الاسلام و حدوده.

الثالث:

مادل من الایات و الروایات من طرق الفریقین علی وجوب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر بمفهومهما الوسیع، أعنی السعی فی اشاعة المعروف و بسطه و قطع جذور المنکر و الفساد مهما أمکن.

فاذا انحرف الحاکم عن مسیر الحق و العدالة و أشاع البدع و المنکرات بجنوده و قدرته - و الناس علی دین ملوکهم بالطبع - فلامحالة یجب علی المسلمین مواصلة العمل لتحقیق أهداف الانبیاء و المرسلین من السعی فی بسط المعروف و رفع المنکرات و دفعها مع القدرة و الامکان، ولکن مع رعایة المراتب؛ فاذا لم یؤثر النصح و الارشاد و التهدید و الوعید فلامحالة تصل النوبة الی المظاهرات الجماعیة، ثم القیام و الکفاح المسلح، قطعا لمادة الفساد. نعم، یجب أن یکون القیام و الکفاح تحت نظام صحیح و قیادة رجل عالم عادل یقود الثوار، کیلایلزم الهرج و المرج.

1 - ففی خبر جابر، عن أبی جعفر(ع): "فأنکروا بقلوبکم و ألفظوا بألسنتکم و صکوا بها جباههم و لاتخافوا فی الله لومة لائم."الوسائل ‏403/11، الباب 3 من أبواب الامر و النهی و...، الحدیث 1.

2 - و فی خبر یحیی الطویل، عن أبی عبدالله (ع)، قال: "ماجعل الله بسط اللسان و کف الید، ولکن جعلهما یبسطان معا و یکفان معا."الوسائل ‏404/11، الباب 3 من أبواب الامر و النهی و...، الحدیث 2.

ناوبری کتاب