الثانی:
ان الحکومة الاسلامیة انما شرعت لتنفیذ أحکام الاسلام و اقامة العدل فی الامة، کما یشهد بذلک صحیحة زرارة عن أبی جعفر(ع). فانه بعدما حکم ببناء الاسلام علی خمس و سئل (ع) عن أفضلها قال: "الولایة أفضل، لانها مفتاحهن و الوالی هو الدلیل علیهن."الکافی 18/2، باب دعائم الاسلام من کتاب الایمان و الکفر، الحدیث 5.
و فی روایة المحکم و المتشابه عن أمیرالمؤمنین (ع): "أولها الصلاة ثم الزکاة ثم الصیام ثم الحج ثم الولایة، و هی خاتمتها و الحافظة لجمیع الفرائض و السنن."راجع الدلیل الثامن مما ذکرناه دلیلا لضرورة الحکومة .
و فی روایة العیون و العلل جعل الرضا(ع) علة جعل الامام المنع عن الفساد و اقامة الحدود و الاحکام و أنه لولم یجعل لهم اماما لدرست الملة و ذهب الدین و غیرت السنن و الاحکام، و لزاد فیه المبتدعون و نقص منه الملحدون و شبهوا ذلک علی المسلمین.راجع الدلیل الثالث من أدلة ضرورة الحکومة .
و فی خبر عبدالعزیزبن مسلم: "ان الامامة زمام الدین و نظام المسلمین و صلاح الدنیا و عز المؤمنین. ان الامامة أس الاسلام النامی و فرعه السامی. بالامام تمام الصلاة و الزکاة و الصیام و الحج و الجهاد وتوفیر الفئ و الصدقات و امضاء الحدود و الاحکام و منع الثغور و الاطراف. الحدیث."الکافی 200/1، باب نادر جامع فی فضل الامام و صفاته من کتاب الحجة، الحدیث 1.
الی غیر ذلک من الروایات الدالة علی الغرض من الامامة و الحکومة الحقة، و سیجئ بعضها فی أوائل الباب السادس.