صفحه ۵۷۸

العدالة . و الثانی: العلم الذی یتوصل به الی معرفة من یستحق الامامة . و الثالث: أن یکون من أهل الرأی و التدبیر المودیین الی اختیار من هو للامامة أصلح . و لیس لمن کان فی بلد مزیة علی غیره من أهل البلاد یتقدم بها. و انما صار من یختص ببلد الامام متولیا لعقد الامامة، لسبق علمه بموته، و لان من یصلح للخلافة فی الغالب موجودون فی بلده."الاحکام السلطانیة 19/.

أقول: حیث ان الامام المنتخب یشترط فیه الفقاهة و العدالة و السیاسة و نحوها کما مر، و حیث ان المترقب منه هو تنفیذ قوانین الاسلام و أحکامه و ادارة شؤون المسلمین علی أساس مقرراته العادلة لاکیف ماشاء و أراد، فلامحالة قدیقرب فی الذهن اشتراط کون الناخب عادلا ملتزما مطلعا علی أحوال الرجال و أوصافهم. و الا فلوکان الاکثر غیر مبالین بمقررات الاسلام أو کانوا من البسطاء و الجهال فلربما باعوا آراءهم و أصواتهم بمتاع الدنیا و شؤونها، أو اغتروا بالدعایات الکاذبة، أو تأثروا بالتهدیدات، و أنتج ذلک کله انتقال الملک و القدرة الی أهل الجور و الفساد کما نشاهده فی أکثر البلاد.

و قدمر فی المسألة الثامنة الروایات من نهج البلاغة و غیره، الدالة علی کون الشوری و البیعة و الرأی للمهاجرین و الانصار، أو لاهل المدینة، أو للبدریین، أو لاهل الحجی و الفضل، فراجع.

و هذا کله یدل علی ماذکرناه؛ فان المهاجرین و الانصار کانوا من أهل الخبرة و من أهل الحل و العقد. و أهل المدینة المنورة و البدریون کانوا مع النبی (ص) فی جمیع المواقف و المراحل، فکانوا مطلعین علی سننه و أهدافه و الا فلیس لمدینة یثرب بما هی هی خصوصیة بلااشکال. هذا.

و فی أعصارنا یمکن حل المشکلة بأن یحال الی هیئة المحافظة علی الدستور - و هم فقهاء عدول من أهل الخبرة - تعیین الواجدین للشروط من المرشحین و اعلامهم

ناوبری کتاب