صفحه ۵۴۷

له ترکه رأسا؟ لاأظن أن أحدا یلتزم بذلک .

و لایخفی أن الحکومة من هذا القبیل؛ فتأمل فی أدلتها الدالة علی ضرورتها و اهتمام الشارع بها و عدم جواز تعطیلها و لاسیما مثل کلام أمیرالمؤمنین (ع): "هؤلاء یقولون لاامرة الا لله و انه لابد للناس من أمیر بر أو فاجر."نهج البلاغة، فیض 125/؛ عبده ‏87/1؛ لح 82/، الخطبة 40.

و قوله (ع): "وال ظلوم خیر من فتنة تدوم."الغرر و الدرر ‏236/6، الحدیث 10109. الی غیر ذلک من الادلة .

و علی هذا فلایجوز تعطیل الحکومة علی أی حال ولکن یجب رعایة الشرائط مهما أمکن. و مع عدم التمکن من الواجد للجمیع یجب رعایة الاهم فالاهم من ناحیة نفس الشرائط و من ناحیة الظروف و الحاجات. فالعقل و الاسلام و قوة التدبیر بل و العدالة من أهم الشرائط، کما أن الحاجات و الظروف أیضا کما أشار الیه الماوردی و ابویعلی مختلفة . و التشخیص لامحالة محول الی الخبراء فی کل عصر و مکان.

و من أهم موارد التزاحم و أکثرها ابتلاء التزاحم بین الفقاهة، و بین القوة و حسن التدبیر کما تعرض له ابن سینا و ان ناقشنا فی مثاله.

و لعل الثانی أهم، اذ النظام و تأمین المصالح و دفع الکفار و الاجانب لاتحصل الا بالقوة و حسن التدبیر و السیاسة . و حیث فرض تحقق الاسلام و العدالة فیه فهما یلزمانه قهرا بتعلم الاحکام من أهلها و عدم الاقدام بغیر علم.

و یمکن أن یفصل بحسب الشرائط و بحسب الازمنة و الامکنة، کما قال الماوردی و ابویعلی.

فقد تکون الاوضاع بحرانیة متأزمة و الاجواء السیاسیة مسمومة، فیکون الاحتیاج الی القوة و حسن التدبیر أکثر.

و قدیکون الامر بالعکس، فتکون الشرائط و الاوضاع عادیة و الاجواء سلیمة ولکن الاحتیاج الی التقنین و التشریع و الاطلاع علی الموازین الاسلامیة بأدلتها أو رفع الاشتباهات و البدع الظاهرة کثیر جدا، فتلزم الفقاهة و الاطلاع العمیق علی مقررات الاسلام و موازینة، فتدبر.

ناوبری کتاب