صفحه ۴۵۸

و الاجتماعیة و کان علی المسلمین الرجوع الیهم و تقویتهم فی ذلک، فلامحالة کان هذا مرکوزا فی أذهان أصحاب الائمة (ع) أیضا و کان أمثال زرارة و محمد بن مسلم من فقهاء أصحاب الائمة و ملازمیهم لایرون المرجع لهذه الامور الا الائمة (ع) أو من نصبوه لذلک، فلذلک کانوا یراجعون الیهم فیما یتفق لهم مهما أمکن کما یعلم ذلک بمراجعة أحوالهم.

اذا عرفت هذه المقدمات فنقول: لما کان هذه الامور و الحوائج الاجتماعیة مما یبتلی بها الجمیع مدة عمرهم غالبا و لم یکن الشیعة فی عصر الائمة (ع) متمکنین من الرجوع الیهم (ع) فی جمیع الاحوال، کما یشهد بذلک مضافا الی تفرقهم فی البلدان عدم کون الائمة (ع) مبسوطی الید بحیث یرجع الیهم فی کل وقت لای حاجة اتفقت، فلامحالة یحصل لنا القطع بأن أمثال زرارة و محمد بن مسلم و غیرهما من خواص الائمة (ع) سألوهم عمن یرجع الیه فی مثل تلک الامور اذا لم یتمکنوا منهم (ع) و نقطع أیضا بأن الائمة (ع) لم یهملوا هذه الامور العامة البلوی التی لایرضی الشارع باهمالها بل نصبوا لها من یرجع الیه شیعتهم اذا لم یتمکنوا منهم (ع) و لاسیما مع علمهم (ع) بعدم تمکن أغلب الشیعة من الرجوع الیهم بل عدم تمکن الجمیع فی عصر الغیبة التی کانوا یخبرون عنها غالبا و یهیئون شیعتهم لها.

و هل لاحد أن یحتمل انهم (ع) نهوا شیعتهم عن الرجوع الی الطواغیت و قضاة الجور و مع ذلک أهملوا لهم هذه الامور و لم یعینوا من یرجع الیه الشیعة فی فصل الخصومات و التصرف فی أموال الغیب و القصر و الدفاع عن حوزة الاسلام و نحو ذلک من الامور المهمة التی لایرضی الشارع باهمالها؟

و کیف کان، فنحن نقطع بأن صحابة الائمة (ع) سألوهم عمن یرجع الیه الشیعة فی تلک الامور مع عدم التمکن منهم (ع) و أن الائمة (ع) أیضا أجابوهم و نصبوا للشیعة مع عدم التمکن منهم (ع) أشخاصا یتمکنون منهم اذا احتاجوا. غایة الامر سقوط تلک الاسئلة و الاجوبة من الجوامع الحدیثیة التی بأیدینا، و لم یصل الینا الا مارواه عمر بن حنظلة و أبو خدیجة .

ناوبری کتاب