و قدقال الامام (ع) فی هذا الخبر: "ان الامامة زمام الدین و نظام المسلمین و صلاح الدنیا و عز المؤمنین. ان الامامة أس الاسلام النامی و فرعه السامی. بالامام تمام الصلاة و الزکاة و الصیام و الحج و الجهاد، وتوفیر الفئ و الصدقات، و امضاء الحدود و الاحکام و منع الثغور والاطراف."
فهل یمکن الالتزام بتعطیل جمیع ذلک فی عصر الغیبة و أن الله - تعالی - أعرض عن نظام المسلمین و صلاح الدنیا و عز المؤمنین و اقامة الفرائض و منع الثغور و الاطراف بسبب غیاب الامام المعصوم ؟!
و کیف یجوز للفقهاء العدول الاقویاء أن یترکوا المسلمین مأسورین تحت سیطرة عملاء الکفر و الفساد و الصهاینه الطغاة، و لایوجبون الاقدام علی نجاتهم بعذر الانتظار لدولة ولی العصر(ع)؟! و قدقال أمیرالمؤمنین (ع): "أخذالله علی العلماء أن لایقاروا علی کظة ظالم و لاسغب مظلوم."نهج البلاغة، فیض 52/؛ عبده 32/1؛ لح 50/، الخطبة 3.
و قدورد أن موسی بن جعفر(ع) قال لعلی بن یقطین: "ان لله - تبارک وتعالی - مع السلطان أولیاء یدفع بهم عن أولیائه."الوسائل 139/12، الباب 46 من أبواب مایکتسب به، الحدیث 1. و کان وزیرا لهارون فکتب الی الامام (ع): "ان قلبی یضیق مما أنا علیه من عمل السلطان، فان أذنت - جعلنی الله فداک - هربت منه." فرجع الجواب: "لا آذن لک بالخروج من عملهم، و اتق الله."الوسائل 143/12، الباب 46 من أبواب مایکتسب به، الحدیث 16.
و قال زید الشحام: سمعت الصادق، جعفربن محمد(ص) یقول: "من تولی أمرا من أمور الناس فعدل و فتح بابه و رفع ستره و نظر فی أمور الناس کان حقا علی الله أن یؤمن روعته یوم القیامة و یدخله الجنة ."الوسائل 140/12، الباب 46 من أبواب مایکتسب به، الحدیث 7.
فنقول: لو فرض أن أمثال علی بن یقطین العاملین فی حکومات الظلمة تمکنوا من هدم حکومة أمثال هارون من أساسها و القیام مقامهم لغرض اشاعة العدل