و بالجملة الافراد فی الحاجات و فی الطاقات مختلفون و العدل یقتضی رعایة التناسب مع طباعهم و طاقتهم.
الولایة مسؤولیة و أمانة
المقدمة الثالثة : الولایة بشعبها و منها القضاء و ان کانت مقاما و منصبا یتنافس فیه، و لکنها بنظر الاسلام و أولیائه أمانة الهیة تستعقب مسؤولیة خطیرة . و کلما اتسع نطاقها صارت المسؤولیة فیها أکثر. و قدکتب أمیرالمؤمنین - علیه السلام - الی أشعث بن قیس، عامله علی آذربیجان: "ان عملک لیس لک بطعمة، و لکنه فی عنقک أمانة ."نهج البلاغة، فیض 839/؛ عبده 7/3؛ لح 366/، الکتاب 5.
و العدل یقتضی أن لایحمل عباء المسؤولیة الا علی من یقدر علی تحملها و أدائها، و الا کان ظلما له و لمن یقع تحت حیطته. و هذا ایضا واضح .
و فی الحدیث: "من استعمل رجلا من عصابة و فیهم من هو أرضی لله منه فقد خان الله و رسوله و المؤمنین."کنز العمال 25/6، الباب 1 من کتاب الامارة من قسم الاقوال، الحدیث 14687.
الولایة تنافی طباع المراة و ظرافتها:
و اذا عرفت هذه المقدمات الثلاث فنقول: الولایة بشعبها و منها القضاء من الوظائف الخطیرة المرتبطة بمصالح الامة و مقدراتهم. فالقصور فیها فضلا عن التقصیر یستعقب أضرارا کثیرة . و هی و ان احتاجت الی العواطف أیضا ولکن احتیاجها الی العقل و التدبیر و النظر فی عواقب الامور أشد من ذلک بمراتب، کما لایخفی علی أهله. مضافا الی استلزامها لتحمل مشاق کثیرة أیضا تنافی ظرافة المراءة و احتیاجها الی السکون و الدعة .