صفحه ۳۱۶

أنه یجب علی العلماء والفضلاء فی مقام الاستدلال بنص الکتاب أو الحدیث، المراجعة التامة لنفس الکتاب وکتب الحدیث، وعدم الاکتفاء بالمقطعات المنقولة فی بعض الکتب والمؤلفات. هذا.

فان قلت: المتأمل فی الحدیث یشاهد أن الامام (ع) بصدد توبیخ العصابة المعاصرة له، وأنها لم تقم بما علیها من التکالیف وداهنوا الظلمة وتفرقوا عن الحق، فکیف یمکن أن یعبرعنهم بالعلماء بالله، الامنأ علی حلاله وحرامه ؟ فالمراد بالعلماء بالله فی الحدیث هم الائمة الاثنی عشر، کما ذکره هذان العلمان. ویؤید ذلک قول الامام الصادق (ع): "نحن العلماء وشیعتنا المتعلمون."الکافی ‏34/1، کتاب فضل العلم، باب أصناف الناس، الحدیث 4.

و أما قوله (ع): "وأنتم أعظم الناس مصیبة لما غلبتم علیه من منازل العلماء لوکنتم تشعرون"، فلایراد أن منازل العلماء کانت لهذه العصابة فسلبت عنهم، بل المراد أن قیادة الائمة الذین هم العلماء بالحقیقة لواستقرت کانت لهم و بنفعهم وکانت برکاتها تعود الیهم، فلما اختلفت العصابة فی الحق و تفرقوا عن الائمة (ع) سلبت عنهم قیادة الائمة و برکاته، ولذا قال الامام (ع): "منازل العلماء"، ولم یقل: "منازلکم".

واما قوله (ع) بعد ذلک : "ولو صبرتم علی الاذی وتحملتم المؤونة فی ذات الله کانت أمورالله علیکم ترد وعنکم تصدرو الیکم ترجع"، فالمراد به أنکم لولم تتخاذلوا عن نصرة الامام ولم تستخفوا بحق الائمة استقرت سلطة الامام فصرتم أنتم بالطبع من المشاورین له و من بطانته وأمرائه والمراجع لامور المسلمین. والقضیة قضیة شخصیة خارجیة، فلیس فی الحدیث دلالة لا علی نصب العلماء ولاعلی اشتراط العلم والفقاهة .

ویشهد لماذکرناه من ارادة الائمة (ع) قول الامام (ع): "فاستخففتم بحق الائمة"، و قوله فی آخر الحدیث: "فالله الحاکم فیما فیه تنازعنا" الی قوله: "فانکم ان لاتنصرونا وتنصفونا قوی الظلمة علیکم."

ناوبری کتاب