الرابعة من اخبار الباب
خبر ابی المرهف، عن أبی جعفر(ع) قال: "الغبرة علی من أثارها. هلک المحاضیر."قلت: جعلت فداک، وماالمحاضیر؟ قال المستعجلون. أما انهم لن یریدوا الا من یعرض لهم. ثم قال: یا أبا المرهف، أما انهم لم یریدوکم بمجحفة الا عرض الله - عز وجل - لهم بشاغل. ثم نکت ابوجعفر(ع) فی الارض ثم قال: یا أباالمرهف ! قلت: لبیک ! قال: أتری قوما حبسوا أنفسهم علی الله - عز ذکره - لایجعل الله لهم فرجا؟ بلی، والله لیجعلن الله لهم فرجا."الوسائل 36/11، الباب 13 من أبواب جهاد العدو، الحدیث 4.
وابو المرهف عده الشیخ فی الکنی باب أصحاب الباقر(ع) من رجاله رجال الشیخ 142/.، و فی تنقیح المقال: "لم أعرف اسمه ولاحاله".تنقیح المقال 34/3 من فصل الکنی.
والغبرة بالضم وبفتحتین: الغبار. والمحضار والمحضیر من الخیل و نحوها بکسر المیم فیهما: الشدید الرکض. و المجحفة بضم المیم و تقدیم الجیم: الداهیة .
و یظهر من الخبر وقوع خروج ما لبعض علی الحکومة، وتعقیب الحکومة للخارجین، وخوف أبی المرهف من سرایة التعقیب له، فأراد الامام (ع) تقویة خاطره ورفع خوفه ببیان ان ضرر الغبار یعود الی من أثاره، فلاینال أبا المرهف شئ. ثم أخبر(ع) بهلاک المستعجل، أی من وقع تحت تأثیر الاحاسیس الانیة وأقدم علی القیام قبل تهیة المقدمات واعداد القوة .
ولم یکن بناء أئمتنا علی المنع عن الجهاد والدفاع، بل کانوا ینهون عن التعجیل والتهور المضر بنفس الخارج وبالائمة (ع)، حتی ان أخبار التقیة أیضا لیست بصدد المنع عن الجهاد، بل بصدد الدقة فی حفظ النفس مع الامکان، مع الاشتغال