الفصل الرابع من الباب الثالث
فی ذکر الاخبار التی ربما توهم وجوب السکوت فی قبال الجنایات و مظالم الاعداء فی عصر الغیبة وعدم التدخل فی الشؤون السیاسیة و اقامة الدولة العادلة
و قد ذکر کثیرا منها فی الوسائل فی الباب 13 من کتاب الجهاد، و فی الحقیقة تعد هذه الاخبار معارضة لما ذکرناها دلیلا علی وجوب السعی فی اقامة الدولة العادلة . فلنتعرض لها ونبین المراد منها:
فالاولی:
صحیحة عیص بن القاسم، قال: "سمعت أبا عبدالله یقول: "علیکم بتقوی الله وحده لاشریک له. وانظروا لانفسکم. فوالله ان الرجل لیکون له الغنم فیها الراعی، فاذا وجد رجلا هو أعلم بغنمه من الذی هو فیها یخرجه و یجئ بذلک الرجل الذی هو أعلم بغنمه من الذی کان فیها. والله لو کانت لاحدکم نفسان یقاتل بواحدة یجرب بها ثم کانت الاخری باقیة یعمل علی ماقد استبان لها، و لکن له نفس واحدة اذا ذهبت فقدوالله ذهبت التوبة . فأنتم أحق ان تختاروا لانفسکم. ان أتاکم آت منا فانظروا علی أی شئ تخرجون.