به ومتوقف علیه، و قدمر تفصیل الکلام فی الجهاد فی الفصل السادس، ویأتی الجواب عن الاخبار التی تمسک بها أهل السکوت و السکون فی الفصل الرابع من هذا الباب بعد ذکر الادلة العشرة لوجوب اقامة الدولة الحقة فی کل عصر و مکان.
و أئمتنا- علیهم السلام - کانوا فی ضیق و شدة، ولم یکن لهم مساعد علی القیام والثورة ضد الحکومات الجائرة . ویأتی کلام الامام الصادق (ع) لسدیر الصیرفی: "یاسدیر، لو کان لی شیعة بعدد هذه الجداء ما وسعنی القعود."الکافی 242/2 - 243، کتاب الایمان و الکفر باب فی قلة عدد المؤمنین، الحدیث 4.وکان مجموع الجداء سبعة عشر.
و لیس المراد بالتقیة الواردة فی أخبارنا ترک الدفاع و الامر بالمعروف، بل المراد هو التحفظ فی حال العمل بالتکلیف. و یشهد بذلک قوله (ع): "التقیة ترس المؤمن."الوسائل 460/11، الباب 24 من أبواب الامر و النهی وما یناسبهما، الحدیث 6. و قوله: "ان التقیة جنة المؤمن."الوسائل 460/11، الباب 24 من أبواب الامر و النهی و مایناسبهما، الحدیث 4. فان الترس انما یستعمل فی میدان الجهاد لافی حال الاستراحة والعزلة، فتدبر.
و هنا شئ آخر یجب أن ینبه علیه، و هو ان فقهاءنا - رضوان الله علیهم - ذکروا أمورا سموها الامور الحسبیة و قالوا انها أمور لاترتبط بأشخاص خاصین ولایرضی الشارع باهمالها و ترکها، کالتصرف فی أموال الیتامی و الغیب و القصر و نحو ذلک . و حینئذ فان کان هنا فقیه عادل فهو المتیقن للتصدی لها و الا فیتصدی لها عدول المؤمنین بل وفساقهم أیضا اذا لم یوجد العدول.
اذا عرفت هذا فنقول: هل یکون حفظ مال جزئی لصغیر أو مجنون خاص من الامور المهمة التی لایرضی الشارع باهمالها فیجب التصدی لها علی أی حال و أما حفظ کیان الاسلام و نظام المسلمین و حفظ دمائهم و نوامیسهم و أموالهم فلا أهمیة لها ولایهتم الشارع بها و یجوز للمسلمین اهمالها و عدم الاهتمام بها حتی یظهر