و عن حفص بن عون رفعه، قال: قال رسول الله (ص): "ساعة امام عدل (عادل: خ.ل) أفضل من عبادة سبعین سنة، وحد یقام لله فی الارض أفضل من مطر أربعین صباحا."الوسائل 308/18،الباب 1 من أبواب مقدمات الحدود، الحدیث 5.
الی غیر ذلک من الاخبار المرویة فی کتب الفریقین، فراجع.
و فی مقدمة ابن خلدون:
"واعلم ان الشرع لم یذم الملک لذاته و لا حظر القیام به، و انما ذم المفاسد الناشئة عنه من القهر و الظلم و التمتع باللذات، و لاشک ان فی هذه مفاسد محظورة ."مقدمة ابن خلدون 135/ (=طبعة أخری 192/)، الفصل 26 من الفصل 3 من الکتاب الاول.
الدلیل الثانی:
ان النظام و الحکومة امر ضروری للبشر، و ان حیاتهم فی جمیع مراحلها و أدوارها حتی فی العصور الحجریة و فی الغابات لم تخل من قانون و حکومة ما، فان الانسان مدنی بالطبع ولاتتم حیاته و معیشته الا فی ظل الاجتماع و التعاون والمبادلات، وله شهوات و غرائز و میول مختلفة من حب الذات و المال و الجاه و الحریة المطلقة فی جمیع مایریده و یهواه، و لامحالة یقع التزاحم و الصراع و التضارب بین الافکار و الاهواء فلابد له من قوانین و مقررات، و من قوة و قدرة نافذة محددة منفذة للمقررات حافظة للنظام و مانعة من التعدی و التکالب و حافظة للثغور و الاطراف. و لانعنی بالحکومة و الولایة الا هذه. بل الحیوانات أیضا تحتاج الی نحو من هذا النظم و القدرة، کما نشاهد ذلک فی أنواع النمل و النحل و نحوهما.
ولو فرض محالا أو نادرا تحقق الرشد الاخلاقی و الثقافة الکاملة فی جمیع أفراد البشر و التناصف و الایثار بینهم، فالاحتیاج الی نظام یدبر أمورهم الاجتماعیة و یؤمن حاجاتهم من جلب الارزاق و تأمین الامور الصحیة و التعلیم و التربیة