کان أو ظالما حلال الدم أو حرام الدم، أن لایعملوا عملا و لا یحدثوا حدثا و لا یقدموا یدا و لا رجلا، و لا یبدؤوا بشئ قبل ان یختاروا لانفسهم اماما عفیفا عالما ورعا عارفا بالقضاء و السنة، یجمع أمرهم و یحکم بینهم و یأخذ للمظلوم من الظالم حقه و یحفظ أطرافهم."کتاب سلیم بن قیس / 182.
و فی صحیحة زرارة الاتیة عن أبی جعفر(ع) قال: "بنی الاسلام علی خمسة أشیاء: علی الصلاة و الزکاة و الحج و الصوم و الولایة .قال زرارة : فقلت: و أی شئ من ذلک أفضل ؟ فقال: الولایة أفضل، لانها مفتاحهن و الوالی هو الدلیل علیهن."الکافی 18/2، کتاب الایمان و الکفر، باب دعائم الاسلام، الحدیث 5.
فأوجب الفرائض تعیین الوالی الذی هو مفتاح سائر الفرائض و بیده اجراؤها و تنفیذها.
کیف ؟! و قد ذکر الفقهاء أمورا سموها أمورا حسبیة و قالوا ان شارع الحکیم لایرضی باهمالها و ترکها، کحفظ أموال الغیب و القصر و نحو ذلک، فیجب علی الفقهاء من باب الحسبة التصدی لها. فنقول: هل الشارع الحکیم لایرضی باهمال الاموال الجزئیة التی تکون للصغار و المجانین مثلا، و یرضی باهمال أمور المسلمین و احالتها الی الکفار و الصهاینة و عملاء الشرق و الغرب ؟! هذا.
8 - ما أوجب تنفر المسلمین من اسم الحکومة و السیاسة :
و الذی أوجب تنفر المسلمین و لا سیما علمائهم و فقهائهم الملتزمین بالدین من اسم الحکومة فضلا عن التدخل فیها و التصدی لها، و صار سببا لانزوائهم و انعزالهم عن میدان السیاسة و الحکم هو:
1 - مارأوه و شاهدوه من غلبة الطواغیت و الجبابرة طوال القرون المتمادیة علی البلاد الاسلامیة و قهرهم لاهل الحق و اکثارهم من الظلم و الفساد و الترف و الاسراف و اعمالهم للتزویرات و المکاید الشیطانیة و القلب للحقائق و الفضائل باسم الحکومة و السیاسة، فصار وجه الحکومة مشوها بذلک عندهم.