حدود الجهاد قال: "وأول ذلک الدعاء الی طاعة الله من طاعة العباد، والی عبادة الله من عبادة العباد، والی ولایة الله من ولایة العباد... و لیس الدعاء من طاعة عبد الی طاعة عبد مثله." الوسائل 7/11، الباب 1 من أبواب جهاد العدو، الحدیث 8. هذا.
و قد قال الله - تعالی - : "وقاتلوهم حتی لاتکون فتنة ویکون الدین لله، فان انتهوا فلاعدوان الا علی الظالمین."سورة البقرة (2)، الایة 193.
یعنی ان الغرض من القتال هو رفع الفتنة و بسط التوحید. و لعل الاول هو الدفاعی المصطلح، و الثانی هو الابتدائی، و اذا تحقق الغرض فلاعدوان بالاستعباد و الاستثمار، الا ان یکون القوم ظالمین فیراد رفع ظلمهم و شرهم، و رفع لظلم ایضا دفاع لامحالة .
و قال ایضا فی سورة الانفال: "وقاتلوهم حتی لاتکون فتنة و یکون الدین کله لله."سورة الانفال (8)، الایة 39.
و قال فی سورة النساء: "وما لکم لاتقاتلون فی سبیل الله و المستضعفین من الرجال و النساء و الوالدان الذین یقولون ربنا أخرجنا من هذه القریة الظالم أهلها."سورة النساء (4)، الایة 75.
وظاهر الایة التوبیخ علی ترک القتال و الاشعار بان لزومه مرتکز فی عقولهم و فطرهم. و لعل قوله: "فی سبیل الله" یراد به بسط التوحید و اعلاء کلمة الاسلام و قوله: "والمستضعفین" یراد به الدفاع عن القسط و العدالة عند الهجوم، فاشتملت الایة ایضا علی الجهاد الابتدائی و الدفاعی معا، فتدبر.