الجهاد علی قسمین:
و قسم الفقهاء الجهاد الی قسمین: الجهاد الابتدائی، والجهاد الدفاعی. وأرادوا من الاول قتال المشرکین و الکفار لدعائهم الی الاسلام و التوحید و العدالة . و من الثانی قتال من دهم المسلمین منهم للدفاع عن حوزة الاسلام و أراضی المسلمین و نفوسهم و أعراضهم و أموالهم و ثقافتهم.
أقول: و یمکن بوجه من العنایة ادراج الابتدائی ایضا فی الدفاعی، فانه فی الحقیقة دفاع عن حقوق الله و حقوق الانسان، فان الله - تعالی - ماخلق الجن و الانس الا لیعبدون فیرتقوا بذلک ارتقاء روحیا و یحصل بذلک الغرض من الخلقة، و أرسل رسوله رحمة للعالمین و أرسله بالهدی و دین الحق لیظهره علی الدین کله ولوکره المشرکون، و الدین و ان کان أمرا قلبیا لایقبل الاکراه، و لکن عامة الناس بفطرتهم التی فطر الله الناس علیها متمایلون الی الحق و القسط، فاذا وقفت سلطات کافرة أو ظالمة فی البلاد أمام بسط التوحید و القسط و تسلطوا علی المجتمع وجعلوا مال الله دولا و عباده خولا و أفسدوا فی الارض وجب بحکم العقل من باب اللطف رفع شرهم حتی یعرض الحق و یظهر و ینتشر الدین بطبعه.
فالجهاد الابتدائی فی الحقیقة دفاع عن التوحید و عن القسط و العدالة، و ان شئت قلت: دفاع عن الانسانیة .
و بالجملة غرض الاسلام من تشریع الجهاد هو الدفاع عن العدالة و التوحید، لاالتسلط علی البلاد و استثمار العباد علی ماهو دأب المستعمرین فی أعصارنا.
ففی خبرالحسن بن محبوب، عن بعض اصحابه، عن أبی جعفر(ع) فی بیان