و أما الاخبار
1 - ففی خبر الفضل بن شاذان، عن الرضا(ع) قال: "انما أمروا بالحج لعلة الوفادة الی الله - عزوجل ... مع ما فی ذلک لجمیع الخلق من المنافع لجمیع من فی شرق الارض و غربها، و من فی البر و البحر، ممن یحج و ممن لم یحج من بین تاجر و جالب و بائع و مشتری و کاسب و مسکین و مکار و فقیر، و قضاء حوائج أهل الاطراف فی المواضع الممکن لهم الاجتماع فیه، مع مافیه من التفقه و نقل أخبار الائمة (ع) الی کل صقع و ناحیة ."الوسائل 7/8، الباب 1 من أبواب وجوب الحج، الحدیث 15.
2 - وفی خبر هشام بن الحکم، عن أبی عبدالله (ع): "و أمرهم بما یکون من أمر الطاعة فی الدین و مصلحتهم من أمر دنیاهم، فجعل فیه الاجتماع من الشرق و الغرب لیتعارفوا، و لینزع کل قوم من التجارات من بلد الی بلد، و لینتفع بذلک المکاری و الجمال، و لتعرف آثار رسول الله (ص) و تعرف أخباره و یذکر ولاینسی. ولوکان کل قوم انما یتکلمون علی بلادهم و ما فیها هلکوا و خربت البلاد، و سقطت الجلب و الارباح، و عمیت الاخبار ولم تقفوا علی ذلک . فذلک علة الحج."الوسائل 8/8، الباب 1 من أبواب وجوب الحج، الحدیث 18.
فعلیک بالدقة فی الخبرین ولاسیما قوله: "ممن یحج وممن لم یحج"، و قوله: "وقضاء حوائج أهل الاطراف فی المواضع الممکن لهم الاجتماع فیه"، و قوله: "لیتعارفوا". فانظر کیف غفل المسلمون و أغفلوا عن برکات و فوائد هذا الاجتماع المهم فی مرکز الوحی الذی سهل الله تحققه لهم فی کل سنة . ولوکان لهم وعی سیاسی أمکن لهم حل کثیر من المسائل والمشاکل بتبادل الافکار و التفاهم، ولم یتسلط علیهم الغرب و عمیلتهم اسرائیل مع کثرة عدد المسلمین و قدرتهم المعنویة و طاقاتهم الاقتصادیة بحیث یحتاج الیهم الغرب و الشرق. اللهم فأیقظ المسلمین من نومهم و هجعتهم.