الثانی: أن ینوی القطع فیأتی بأحد المفطرات لتحصیله، فالقطع مراد ذاتا والمفطر مراد له من باب المقدمیة کما هو شأن بعض العوام، حیث یرون القطع متوقفا علی الاتیان بأحدها ولا ینقدح فی أنفسهم حصوله بصرف انشاء رفع الید عن الصوم فهو یری نفسه صائما ما لم یتحقق المفطر خارجا.
الثالث: أن ینوی نفس المفطر کالاکل ونحوه، فمراده سد الجوع مثلا لا قطع الصوم وان التفت الی استلزامه له.
ففی "الجواهر" حکم بحصول البطلان بالاول دون الاخیرین لاستلزام الاول خلو الزمان المزبور عن النیة دونهما، بل الواقع عند التأمل یؤکدها؛ اذ یری نفسه بعد صائما ما لم یحصل المفطر خارجا.
ثم قال: "ودعوی کون المعتبر فی الصحة العزم فی سائر الازمنة علی الامتثال بالصوم فی سائر أوقات الیوم لا نعرف لها مستندا".راجع: مختلف الشیعة 3: 254 - 255، المسالة 19.
أقول: ان قلنا: بأن دائرة الصوم من حیث النیة وسیعة - کما هو المستفاد من الروایات المختلفة الواردة فی أصنافه الثلاثة کما مر فی محله،جواهر الکلام 16: 215. وانما ثبت بالاجماع والاخبار اعتبار نیة ما فیه واذا شک فی اعتبار الاستدامة فیه کان مقتضی الاصل عدم اعتبارها - لزم من ذلک صحة الصوم فی نیة القطع بقسمیه وکذا نیة القاطع.
وان قلنا: بأن الصوم من العبادات والمعتبر فیها بقاء النیة واستدامتها ولو شأنا الی اخر العمل، لزم منه البطلان فی الجمیع، لاستلزام کل منها خلو الزمان المزبور عن