صفحه ۹۵

فان بنائهم کان علی العمل بفتاوی الائمة (ع) فافهم و تدبر.

و قد تلخص مما ذکرنا: أولا عدم منافاة اخبار ذهاب الحمرة لاخبار الاستتار لکونها بصدد بیان الامارة للاستتار، و ثانیا تعین الاخذ بها لو فرض التنافی.

ثم اعلم أنه بعد استتار القرص عن نظر الناظر تکون الحمرة المشرقیة ملاصقة للافق حسا فاذا مضی ما یقرب من خمس دقائق، ترتفع عن الافق و یسود الافق، ثم ترتفع تدریجا الی حد یقرب من أربعة أذرع حسا فتضعف الی حد لا تری العین حمرة أصلا فتوجد مقارنا لزوالها حمرة ضعیفة فی جانب المغرب فوق الافق، ثم تشتد و تقرب من الافق الی أن تغیب. و أما حرکة الحمرة بالتدریج من المشرق الی أن تصل الی قمة الرأس، ثم تمیل الی جانب المغرب فلیس لها واقع بحسب الحس.

نعم، توجد فی جانب الجنوب و الجنوب الشرقی حمرة و لکنها غیر مربوطة بالحمرة المشرقیة .

و علی هذا فیشکل الالتزام بظاهر مرسلة ابن أبی عمیروسائل الشیعة 4: 173، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 16، الحدیث 4. المتقدمة، و لعل المراد فیها زوال الحمرة من المشرق و ظهورها فی المغرب لما عرفت من تلازمهما فلیس مفادها أمرا وراء مفاد سائر الروایات.

نعم، هاهنا کلام یجری فی جمیع الروایات و هو أن المراد بزوال الحمرة أو غیبوبتها أو ذهابها أو تغیرها علی اختلاف التعابیر الواقعة فی الروایات، هل هو زوالها عن الحد المتصل الی الافق فیکون الملاک ارتفاعها عن الافق لا زوالها بالکلیة أو المراد زوالها بالکلیة بحیث تغیب عن نظر الناظر الی قسمة المشرق، الظاهر هو الثانی لانه المتبادر من غیبوبة الحمرة من المشرق، بل و من زوالها، و المراد بالمشرق هنا لیس خصوص قوس من الافق تظهر الکواکب بالوصول الیه،

ناوبری کتاب