صفحه ۹۲

اذا عرفت تلک الاخبار فنقول: ما هو وجه الجمع بین الطائفتین ؟ و ما هو المتقدم منهما علی فرض عدم امکان الجمع ؟

فنقول: مع قطع النظر عن اخبار ذهاب الحمرة یحتمل فی استتار القرص أربع احتمالات:

الاول: أن یکون المراد استتاره عنا و غیبوبته عن نظرنا و لو بسبب حاجب مثل الجبل و نحوه.

الثانی: أن یکون المراد وقوعه تحت الافق الحسی لهذا المصلی أو لاهل قریته بحیث یغیب عن النظر لو فرض انتفاء الموانع.

الثالث: وقوعه تحت الافق الحقیقی المنصف للکرة .

الرابع: أن یکون المراد غیبوبته عن انظار جمیع الساکنین فی الاراضی المتساویة بحسب الحس لارض المصلی.

و بالجملة : فلفظ الاستتار و ان لم یکن بنفسه مجملا و لکنه یتمشی فیه باعتبار المستور عنه أربع احتمالات و حینئذ فلاحد أن یقول بعدم ظهوره فی واحد منها مع قطع النظر عن اخبار ذهاب الحمرة فاخبار الذهاب تبین المراد منها لانطباق ذهاب الحمرة علی اختفاء الشمس من انظار جمیع الساکنین فی الاراضی المساویة بحسب السطح لارض المصلی، کما اشیر الی ذلک فی روایة برید السابقة وسائل الشیعة 4: 172، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 16، الحدیث 1. فنسبة اخبار الذهاب الی اخبار الاستتار نسبة المفسر الی المفسر و المبین الی المجمل بل هی بلسانها حاکمة علیها ناظرة الی تعیین مفادها، کما یشهد بذلک المرسل الذی نقلناه بعد روایة برید، و کذلک مرسلة ابن أبی عمیر.وسائل الشیعة 4: 173، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 16، الحدیث 3 و 4.

ناوبری کتاب