صفحه ۷۱

غایة الامر: کون المراد بالنسبة الی العصر وقته الشانی و یکون قوله (ع): "الا أن هذه قبل هذه" قرینة علیه و أن یکون المراد دخول الوقتین متعاقبین فیکون کلامه مسوقا لبیان جواز الاتیان بکل منهما بعد الزوال فی أول أزمنة الامکان. و أنت خبیر بأن الاول اولی من ارتکاب هذا التأویل، بل هو المتعین لدلالة الاخبار علیه و علی هذا فللعصر ثلاثة أوقات، وقت شأنی و وقت فعلی و وقت منجز.

فالاول: عبارة عن الوقت الصالح لها من حیث هو هو بحیث لو فرض تحقق سائر شرائطها لصح ایقاعها فیه و هو یدخل بالزوال.

و الثانی: عبارة عن الوقت الذی یکون المکلف مأمورا بایقاعها فیه علی سبیل الاطلاق لا سبیل الفرض لامکان تحقق شرائطها فیه التی منها الترتیب و ذلک یدخل بعد مضی مقدار یتمکن فیه المکلف من الاتیان بالظهر.

و الثالث: یتحقق بالفراغ من الظهر فقوله (ع): "اذا زالت الشمس دخل الوقتان" یحمل علی الاول بالنسبة الی العصر، و روایة داود بن فرقد تحمل علی الثانی و ما فی روایة الفضل وسائل الشیعة 4: 159، کتاب الصلاة، أبواب المواقیت، الباب 10، الحدیث 11. من کون وقت العصر بعد الفراغ من الظهر یحمل علی الثالث و یظهر أثر کون أول الزوال صالحا للعصر من حیث الوقتیة فیما لو انتفت شرطیة الترتیب، کما لو غفل عن الظهر أو اعتقد فعلها فصلی العصر أو فعلها بزعم دخول الوقت، ثم اتی بالعصر بعدها فانکشف بعد الفراغ وقوع العصر فی أول الوقت و الظهر قبله الی غیر ذلک من الامثلة التی یسقط فیها الترتیب لاختصاصها بحال الذکر و یظهر الاثر أیضا فیما اذا حصلت براءة الذمة من الظهر و لو بمقتضی ظاهر التکلیف، کما لو اعتقد دخول الوقت فصلی الظهر، ثم دخل الوقت فی آخر صلاته

ناوبری کتاب