صفحه ۶۸

الشروع فی العصر بصرف الفراغ من الظهر کان التعبیر عن المقصود بهذه العبارة من أحسن التعابیر.

فمعنی قوله (ع) انه لا یجب بعد الفراغ من الظهر مضی ساعتین حتی یجوز الدخول فی العصر، بل یجوز للمصلی أن یشرع فی الصلاتین بتحقق الزوال بأن یأتی بالظهر، ثم بالعصر بلا فصل فکان العملین لوحظا باعتبار ترتب أحدهما علی الاخر و ارتکاز هذا المعنی فی أذهان المخاطبین بمنزلة عمل واحد یدخل أول وقته بالزوال. ألا تری: أنه لو قیل اذا زالت الشمس دخل وقت الظهر لا یحتمل أحد من هذه العبارة دخول وقت الرکعة الاخیرة منها أیضا بالزوال و انما یتبادر منها أنه یجوز له عند الزوال الشروع فیها من دون أن یکون متعرضا لکون أول الزوال وقتا مشترکا بین جمیع الرکعات أو وقتا مختصا بالتکبیرة مثلا.

فان قلت: لا نسلم کون العملین المترتب أحدهما علی الاخر بمنزلة عمل واحد فی الاعتبار و الشاهد علی ذلک حسن قوله: "اذا زالت الشمس دخل وقت الظهر و وقت العصر" بأن یلحظ لکل منهما وقت منسوب الیه و لا یحسن ذلک بالنسبة الی الرکعتین من صلاة واحدة بأن یقول دخل وقت الرکعة الاولی و الثانیة .

قلت: اجزاء العمل الواحد ملحوظة بنظر الوحدة فلا یعقل اعتبار أوقات متعددة لها بعد کونها عملا واحدا و هذا بخلاف العملین المترتبین فانهما بسبب اعتبار الترتیب لا یصیران عملا وحدانیا بحسب الحقیقة فیمکن اسناد وقتین الیهما. غایة الامر: أن اعتبار الترتیب مصحح لجواز اعتبارهما بنظر مسامحی أمرا وحدانیا أیضا.

فان قلت: ما ذکرت من کون المراد بدخول وقت الصلاتین دخول وقت المجموع

ناوبری کتاب