الاتیان بالصلاة جماعة من دون أن یتداول بینهم قصد الانفراد و تبعیض الجماعة، بل کان هذا الامر مخالفا لما ارتکز فی أذهانهم، و لذا تعرضوا للرجل المقتدی بمعاذ، حیث ترک المتابعة له و انفرد بعد ما شرع فی سورة البقرة .ذکری الشیعة 4: 426؛ الام 1: 172 - 173؛ صحیح مسلم 1: 427 / 178 و 179؛ سنن أبی داود 1: 270 / 790 - 793؛ سنن النسائی 2: 172؛ السنن الکبری، البیهقی 2: 392 - 393.
و بالجملة : فالمرکوز فی اذهان المتشرعة کون الجماعة وصفا لنفس الصلاة، حیث انها عمل واحد شرع للتقرب بها الی ساحة المولی، و المرید للتشرف بجناب شخص عظیم و اظهار التخضع لدیه قد یتشرف وحده. و قد لا یری نفسه لائقا بالتشرف وحده فیقتدی و یتبع من یری أنه الیق منه فیصیر هو بمنزلة اللسان له فیتکلم هو عن نفسه و عن متابعیه، کیف و لو کان الجماعة وصفا لبعض الصلاة أیضا لامکن الاقتداء فی الاجزاء الباقیة من الصلاة اذا اتی ببعضها منفردا، ثم انعقد الجماعة، مع أن ذلک لم یکن مشروعا فی اذهان المتشرعة، و لذا سالوا عن حکم هذه الصورة لمن أراد ادراک فضل الجماعة و ورد فیها الحکم بالعدول الی النفل و الاتمام او القطع، ثم اعادة الصلاة من رأس جماعة .
اللهم الا أن یقال: ان العدول الی النفل انما شرع لادراک فضل الجماعة فی جمیع الصلاة و الا فیجوز الاتیان بما بقی من الاجزاء أیضا مع الجماعة، و لکن اذهان المتشرعة تأبی ذلک، هذا.
و لکن المتتبع یجد کثرة الجماعة المبعضة فی الشرع کما فی اقتداء الحاضر بالمسافر و کما فی الماموم المسبوق برکعة بل أکثر، بل تتصور فی أقل من رکعة أیضا کما فی من ادرک الامام فی السجدة الاخیرة او التشهد الاخیر، حیث شرع
.jpg)
