صفحه ۵۵۱

دون کل جزء، فهی عبارة عن وصل الماموم صلاته بصلاة الامام و ربطها بها، و هی أمر قصدی یتحصل بالقصد فاذا قصد الماموم فی بادی الامر للایتمام فی جمیع صلاته فکل جزء یقع منه فی حال بقاء هذا القصد انما یوجد بهذا القصد المتعلق بالجماعة فی نفس الصلاة فتقع صحیحة لا محالة، و الشئ لا ینقلب عما وقع علیه، فبعد ما حصل له البداء و قصد الانفراد یکون الاجزاء السابقة ماتیا بها عن قصد جماعة مشروعة قطعا و الاجزاء اللاحقة أیضا یؤتی بها علی طبق وظیفة المنفرد، و لا منشا لتوهم عروض البطلان الا توهم کون صلاة الجماعة و صلاة الفذ حقیقتین متبائنتین کصلاة الظهر و العصر، و فی مثل ذلک یحتاج العدول الی دلیل متقن مفقود فیما نحن فیه، و لکن التوهم باطل لعدم کون الفذ و الجماعة حقیقتین مختلفتین، بل هما من حالات طبیعة واحدة یتقوم أحدهما بالقصد و هو الجماعة، و یتحقق الاخر بعدم هذا القصد لا بقصد اخر متعلق بالفذ، و حینئذ فاذا قصد الانفراد فلا محالة یبطل وصف الجماعة المتقومة بالقصد حدوثا و بقاء و یحصل الانفراد قهرا، و الفرض أنه یاتی بوظیفة المنفرد فی ما یاتی من الاجزاء فای وجه لبطلان صلاته ؟ و هذا بخلاف ما اذا کان من أول الامر عازما علی الانفراد فی الاثناء فانه حینئذ لم یقصد الجماعة فی نفس الصلاة، بل فی بعض أجزائها، و مشروعیة الجماعة فی البعض بحیث یکون الموضوع لها هو الاعم من نفس الصلاة و من کل جزء منها مشکلة .

و ببیان آخر: وصف الجماعة و ان کان وصفا لنفس الصلاة لا لکل جزء جزء منها، و لکنه اذا کان قاصدا من أول الامر لادامة الجماعة الی اخر الصلاة فلا محالة یوجد کل جزء منها فی حال بقاء هذا القصد ناشئا عن قصد الجماعة فی الکل، و

ناوبری کتاب