صفحه ۴۶۰

ما اوجده الغیر. و المفروض أن ما اوجده الرب لیس فردا واحدا من البسملة، بل أفراد متعددة و موجودات متشخصة . لا اقول: ان تشخصها بلحوق سائر الاجزاء حتی یستشکل بان مشخص الشئ معه و متحد مع ذاته فلا یعقل أن یکون موجودات متأخرة عن ذات الشئ مشخصات له، بل اقول: ان تشخصها بالصدور و الوجود المتحد معها، و لکن المفروض تعدد الموجود و الصادر، و لابد فی الحکایة من قصد المحکی حتی یفنی فیه اللفظ و یستعمل فیه.

هذه خلاصة ما یمکن أن یستدل به لهذا القول و لا ریب أن العمدة فیها هو الثالث لوضوح بطلان الاولین. و حاصل ما اجبنا به عن الثالث هو أن المحکی ذات ما صدر لا الصدورأقول: لا یخفی أن المحکی ما هو کلام الغیر و اتصافه بکونه کلاما له انما هو بعد صدوره عنه و وجوده. و بعبارة اخری: المحکی هو ما صدر بعد ما صدر و بما انه صادر لا الجامع بین الصادر و غیره اذ الماهیة من حیث هی لیست الا هی و لا یصدق علیها عنوان کلام الغیر و لفظه لتقوم هذا العنوان بالتکلم الذی هو ایجاده، فافهم. ثم لا یخفی: أن العناوین القصدیة عبارة عن العناوین الاعتباریة التی یکون انطباقها علی الموجودات الخارجیة متوقفا علی القصد أی علی قصد تحقق هذا العنوان کما فی جمیع الانشائیات و اعتبار القصد فی الحکایة لیس من جهة کون الحکایة من العناوین القصدیة . ألا تری أن اللازم لیس هو قصد تحقق الحکایة، بل قصد المحکی فاعتبار القصد فی المقام انما هو من جهة أن الحکایة کأنها من شعب الاستعمال و الاستعمال یتوقف علی قصد المستعمل فیه و اما نفس الاستعمال فلا یتعلق به القصد استقلالا و انما یلاحظ بنحو المعنی الحرفی، فافهم. الذی تحقق به التشخص و ذات ما صدر عبارة عن الجامع، فتأمل.

ثم انه علی فرض کفایة قصد الجامع و عدم اعتبار التعیین لو قصد فردا خاصا، فهل یتعین او یمکن العدول منه الی غیره ؟ فنقول: ان کان المقصود بالبسملة حکایة

ناوبری کتاب