الشریعة و من الاعمال التی شرعت لفائدة الارتباط مع المولی لا یترتب علیها اغراض دنیویة نفسانیة و لا یکون صدورها أیضا بلا غایة لکونها افعال اختیاریة فلا محالة یکون صدورها من العبید لغایة وراء الاغراض الدنیویة و تختلف هذه الغایة باختلاف مراتب النفوس، فلو خلی هذا السنخ من الاعمال و طبعه یکون الاتیان به لغایة و داع لا یکون من سنخ الاغراض الدنیویة المترتبة علی التجارات و الصناعات و الحرف و نحوها.
نعم، ربما یحرفها العبد عن وجهتها الطبیعیة و یاتی بها لیراعی الناس أنه ممن یعبد الله و لکن حصول هذا الغرض منها أیضا من جهة کون وجهتها الطبیعیة عبارة عن الدواعی الالهیة و کونها حاکیة عن هذه الدواعی فیؤتی بصورة العمل بداعی رؤیة الغیر و تخیله وجود الدواعی الالهیة فی نفس العامل.
و بالجملة : فهذه الاعمال بسنخها مغایرة للاعمال الدنیویة من التجارات و الحرف و نحوها. و اتیان الناس بها لو خلیت و طبعها انما یکون لغیر الاغراض المترتبة علی الاعمال الدنیویة من دون احتیاج الی أن یؤمر بذلک، حیث ان العمل بطبعه غیر مسانخ للاغراض الدنیویة .
غایة الامر: أن الاغراض و الدواعی المترتبة علی هذا السنخ من الاعمال أیضا تختلف باختلاف مراتب النفوس و لم یرد من الشرع کلام یدل علی تعین داع خاص. فیعلم من ذلک أنه خلاها و طبعها فیکفی أی مرتبة حصلت. غایة الامر: أنه لما توجه الی أن هذا السنخ من الاعمال ربما یحرف عن وجهتها الطبیعیة فیؤتی بها ریاء اصر و اکد فی النهی عن الریاء و لزوم الخلوص، فمع شدة ابتلاء الناس من الصدر الاول بهذه الاعمال العبادیة لا تری فی روایة بیان اعتبار داع خاص فیها و