صفحه ۳۹۶

فالتحقیق: أن البعث یتعلق بالوجود الخارجی و لکن لا بهویته الخارجیة، بل بصورة الخارج فی وعاء الذهن، اذ ما هو خارج بالحمل الشائع یمکن ان یتصور فی الذهن قبل تحققه فیبعث نحوه لیوجد فی الخارج، و الحیثیة بوجودها الخارجی و ان کانت محفوفة بالامور الغریبة و متحدة مع الخصوصیات المفردة، و لکنها غیر ملحوظة فی ظرف تعلق الحکم بالحیثیة الواجدة للمصلحة او المفسدة، فالصلاة مثلا بوجودها الخارجی و ان کانت تتحد مع خصوصیات غریبة ولکنها فی ظرف تعلق الحکم بها؛ أعنی وعاء الذهن توجد وحدها، فیتعلق البعث بنفس الحیثیة الصلاتیة و بوجودها بما هو وجودها فی الخارج الحاصل بصورته و بالحمل الشائع فی الذهن متفردة و مجردة عن جمیع ما یلزمه فی نفس وعاء الخارج، و لا یمکن تخطی البعث عن نفس الحیثیة الصلاتیة الواجدة للمصلحة للزوم الجزاف لو قیدت بما لا دخالة له فی المصلحة من الحیثیات المنضمة .

و بالجملة : فالمتعلق للبعث لیس هو الهویة الخارجیة حتی یلزم المحذور، بل المتعلق هو صورة وجود الصلاة فی الخارج بما هو وجود الصلاة المجرد فی وعاء الذهن عن کل حیثیة وراء کونه وجود الصلاة، و الهویة الخارجیة هو مسقط للبعث لا متعلق، فتدبر.

و لعل ما یری فی کلام بعض المجوزین من أن الحکم یتعلق بالوجود الخارجی

و لکن لا بتمام هویته، بل بحیثیته الواجدة للمصلحة دون سائر الحیثیات الغریبة غیر الدخیلة هو ما ذکرنا من تعلق الحکم بالخارج و لکن لا بنفسه، بل بصورته الحاصلة فی نفس المولی المجردة فی هذا الظرف عن جمیع الغرائب و الا فنفس الهویة الخارجیة واحد شخصی لا ینفک حیثیة منها عن غیرها و البعث أیضا لا یعقل أن یتعلق بعد التحقق فی الخارج.

ناوبری کتاب