صفحه ۳۹۴

و منشا اعتبارها هو الفعل الصادر من المکلف العارض له و القائم به قیاما صدوریا و هو الایجاب او التحریم او نحوهما.

نعم، یکون لهذا الفعل نحو اضافة الی المکلف - بالفتح - أیضا و نحو اضافة الی المکلف به، و لکن لیس هاتان الاضافتان من قبیل العروض فلیس للاحکام عروض علی المکلف به، و لیست هی من الحقائق المتأصلة لیکون بینها التضاد. نعم، لا یعقل تحقق البعث و الزجر معا مع فرض وحدة المکلف و المکلف و الحیثیة المتعلقة و زمان التکلیف، و اما تحقق البعث متعلقا بحیثیة و الزجر متعلقا بحیثیة اخری بحیث یکون کل من الحیثیتین تمام الموضوع لما تعلق به. غایة الامر: تصادقهما فی بعض الموارد، فلا مانع منه.

و ما قیل: من أن البعث و الزجر یتعلقان بالوجود الخارجی و هو واحد، ففیه: أن خارجیة المتعلق مساوقة لسقوط التکلیف فالبعث لا یعقل أن یتعلق بالهویة الخارجیة . نعم لا یتعلق بالطبیعة من حیث هی هی أیضا لانها لیست الا هی یمکن أن یقال: ان الطبیعة من حیث هی لیست الا هی بالحمل الاولی و لکنها بنفسها یمکن أن تکون بالحمل الشائع موضوعا للمطلوبیة و المبغوضیة و نحوهما، فالمتعلق للامر و النهی لیس الا نفس الطبیعة و الایجاد مضمن فی مفاد الهیئة فان الامر عبارة عن طلب الایجاد. و ان شئت قلت: ان الوجود ملحوظ فی هذه المقامات بنحو المعنی الحرفی. و بعبارة اخری: الامر بمعنی البعث و المتعلق نفس الطبیعة و الوجود الخارجی ملحوظ فی البین بنحو المعنی الحرفی و کأنه غایة للبعث، و الغایة متخللة دائما بین الفاعل و فعله بهذا النحو من اللحاظ و الوجود، و اما فی العلم فالمتعلق فیه أیضا نفس الطبیعة الحاصلة و الموجودة بسببه فی وعاء الذهن فهی المعلوم بالذات و ما فی الخارج معلوم بالعرض. و معنی کونه معلوما بالعرض أن العلم لا یتعلق به و انما یتعلق بما وجد بالعلم؛ أعنی به الطبیعة الذهنیة . ان اتحاد الموجود الخارجی والذهنی بحسب الطبیعة و الماهیة اوجب امکان نسبة التعلق الی الخارج فنفس التعلق بالموجود العلمی نحو تعلق بالموجود الخارجی، حیث انه عینه E E ماهیة و طبیعة . ولعل الکلام فی البعث أیضا من هذا القبیل. و بالجملة : فتعلق الموجود الذهنی بالهویة الخارجیة و لا سیما قبل خارجیتها بالتعلق الحقیقی مستحیل، و اما الجهل فامر عدمی و تعلقه بشئ بمعنی عدم تعلق العلم به، کما لا یخفی. و نظیر العلم أمر الشوق و العزم و غیرهما من مقدمات الارادة فمتعلقها نفس الطبیعة المتحققة بانفسها فی وعاء الذهن، و حیث انها عین ما فی الخارج ماهیة فیقال له أیضا بالعرض انه متعلق. و اما الارادة ؛ أعنی بها الحالة الاجماعیة غیر المنفکة عن حرکة العضلات فیمکن أن یقال: ان متعلقها هو الفعل المعلول لها بنفس هویته الخارجیة فان الفعل؛ أعنی الحرکة معلول حقیقی لها و المعلول بهویته الخارجیة صرف الربط و التعلق بالعلة فلا یتوسط بین الحالة الاجماعیة و معلولها صورة ذهنیة، فتدبر. ثم لو قیل فی العبادات: بکفایة داعی الامر بحیث یکون المحرک نحو العمل و الداعی الیه أمر المولی امکن القول بصحة الصلاة فی المغصوب، اذ العبد لو لم یکن بصدد امتثال أمر المولی لنام مثلا فی المغصوب فمحرکه بالاستقلال نحو العمل هو الامر لا غیر، و لو اعتبر القربة و قصدها أیضا فیمکن القول بالصحة بعد کون الفعل ذا حیثیتین، و لیس المراد بالقرب القرب المکانی حتی لا یصلح فعل واحد لان یصیر مقربا و مبعدا، بل القرب بحسب المنزلة و لا مانع من أن یتقرب بحیثیة و یتبعد بحیثیة اخری بعد ما کان احداهما مأمورا بها و الاخری منهیا عنها. ثم ان العمدة فی بیان امکان الاجتماع هو تعدید متعلق الامر و النهی و طرف اضافتهما، سواء کانت اضافتهما من باب العروض أم لا. و الا فصرف عدم کون اضافتهما من قبیل العروض لا یکفی لدفع المحذور لو فرض وحدة المتعلق، و لذلک تصدی الاستاذ - مد ظله - لتعدید المتعلق و بین کونهما عبارتین عن الحیثیتین بوجودهما الذهنیین. ولیعلم أیضا: ان حرکة الشخص غیر متحدة مع حرکة اللباس القائمة به، و انما هی سبب لها و التحریک عین التحرک وجودا فتحرک اللباس و تحریکه لا یتحدان مع الحرکة الصلاتیة و سبب المحرم لا یصیر محرما شرعا. اللهم الا أن یقال: انه مصداق للتمرد و الطغیان من باب التجری، و الطغیان و القبح الفاعلی و لو من باب التجری لا یجتمعان مع التقرب. و لا

ناوبری کتاب