من الروایات لم یدل الا علی جواز التفصیل و التفریق عملا باتیان بعضها بعد الظهر و الباقی بعد العصر فانه لما کان من سیرتهم التفریق بین الظهر و العصر و الاتیان بکل منهما فی وقت فضیلته کما هو المتداول فعلا بین أهل السنة کانوا قد یأتون ببعض نافلة العصر أیضا بعد الاتیان بالظهر، و هذا لا یدل علی عدم کون المأتی به بعد الظهر نافلة للظهر أو نافلة للعصر مع أمر مستقل کما لا یخفی.
ولیعلم: أن الجمع بین الظهر و العصر أو المغرب و العشاء من خصائص الشیعة، فان المخالفین یفرقون بینهما، و قد اصروا علی الجمع بحیث قد امتازوا عن غیرهم بهذا العمل، فقد نقل أن یحیی صاحب الدیلم لما خلص من حبس هارون رآه جماعة فی الطریق فی أول الظهر أنه صلی نافلته، ثم فریضته، ثم نافلة العصر، ثم فریضته بلا فصل بینها فذهب رجل منهم الی هارون، و قال ما حاصله: انی رایت رجلا من الهاشمیین فر من السجن، فقال هارون: من أین علمت أنه هاشمی، فقال: رایته جمع بین صلاتیه.مقاتل الطالبیین: 310 - 312.
و قد تلخص من جمیع ما ذکرناه: أن الظاهر فی نافلة کل صلاة هو الارتباط و وحدة الامر و ان اختلاف بعض الاخبار فی عدد الرکعات لا یدل علی الخلاف، فکیف بالاخبار التی لم تخالف الاخبار المعمول بها فی أصل العدد، و انما خالفتها فی التعبیر کخبر سلیمان بن خالدوسائل الشیعة 4: 51، کتاب الصلاة، أبواب أعداد الفرائض، الباب 13، الحدیث 16. الدال علی الاتیان بالست من نافلة العصر بعد الظهر و تفریقها عن الرکعتین الاخریین، و مثله خبر رجاء ابن أبی الضحاک الدال علی أن الرضا(ع) صلی ستا من نافلتی الظهر و العصر أولا، ثم أذن للفریضة، ثم اتی
.jpg)
