صفحه ۲۶۱

فان قلت: هی ظاهرة فی الفریضة بقرینة الاعادة فان النافلة لا یجب أصلها کی یجب اعادتها.

قلت: لیست الاعادة مختصة بالفریضة و عدم مجبوریة الانسان علی اعادة النافلة لا یصیر قرینة لتخصیص الروایة بالفریضة، فان المسلمین فی صدر الاسلام کانوا یهتمون بالنوافل مثل اهتمامهم بالفرائض و کانوا یقضونها عند فوتها و یعیدونها حین اختلالها و لم یکن النافلة عندهم کما هی عندنا من عدم الاعتناء بها.

السادس: و هو عمدة الادلة روایة زرارة عن أبی جعفر(ع) قال: "لا صلاة الا الی القبلة" قال: قلت: این حد القبلة ؟ قال: "ما بین المشرق و المغرب قبلة کله"وسائل الشیعة 4: 312، کتاب الصلاة، أبواب القبلة، الباب 9، الحدیث 2. فان النکرة الواقعة فی سیاق النفی ظاهرة فی العموم فان الطبیعة توجد بوجود فرد ما و تنعدم بانعدام جمیع الافراد و قوله: "لا صلاة" یدل علی انتفاء طبیعة الصلاة اذا لم یؤت بها الی القبلة .

و بعبارة اخری: متعلق النفی أولا و بالذات و ان کان نفس الطبیعة بما هی هی، لا الافراد و لکن انتفاء الطبیعة بانتفأ جمیع أفرادها.

و هذا هو السر فی دلالة النکرة الواقعة فی سیاق النفی أو النهی علی العموم و لا نحتاج فی استفادة العموم منها الی اجراء مقدمات الحکمة فیها، کما لا نحتاج الی اجرائها فی مدخول مثل "کل" و نحوه، فان "لا" وضعت لنفی ما یکون المدخول ظاهرا فیه لا لنفی ما ارید منه لبا، فاذا فرض کون المدخول نفس الطبیعة فلا محالة یصیر المنفی نفسها، و قد عرفت أن انتفائها بانتفأ جمیع الافراد فی جمیع الحالات و الا لم یصدق نفیها مطلقة، و کذلک لفظة "کل" وضعت لشمول المدخول لا لشمول

ناوبری کتاب